البابا فرنسيس يوجه رسالة فيديو بمناسبة لقاء البحر الأبيض المتوسط المُنعقد في تيرانا: حجاج رجاء، بناة سلام

وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة – فيديو بمناسبة لقاء البحر الأبيض المتوسط (MED 24) الذي يُعقد في تيرانا عاصمة ألبانيا من الخامس عشر وحتى الحادي والعشرين من أيلول سبتمبر ٢٠٢٤ حول موضوع “حجاج رجاء، بناة سلام”، ويشكل المحطة الرابعة من لقاءات البحر الأبيض المتوسط، وذلك بعد باري عام ٢٠٢٠؛ فلورنسا عام ٢٠٢٢ ومرسيليا عام ٢٠٢٣.
حيا قداسة البابا فرنسيس في مستهل رسالة – الفيديو الشباب المشاركين في لقاء البحر الأبيض المتوسط وعبّر عن سروره لاجتماعهم في تيرانا بعد مضي عشر سنوات على زيارته ألبانيا وتحديدا في العام ٢٠١٤، وأشار إلى زيارة لا تُنسى وذكّر بما قاله حينها للشباب “أنتم جيل ألبانيا الجديد” وذلك في الكلمة التي وجهها قبل صلاة التبشير الملائكي في الحادي والعشرين من أيلول سبتمبر لعشر سنوات خلت. وأضاف الأب الأقدس يقول في رسالته بمناسبة لقاء البحر الأبيض المتوسط المُنعقد في تيرانا: أُضيف اليوم، أعزائي شباب الضفاف الخمس للمتوسط: أنتم الجيل الجديد مستقبل منطقة البحر الأبيض المتوسط.
نحن جميعا حجاج الرجاء، نسير في البحث عن الحقيقة ونعيش إيماننا ونبني السلام، قال البابا فرنسيس في رسالته، وأضاف أن الله يحب جميع البشر، وأشار إلى أن الأخوّة بين الضفاف الخمس للمتوسط التي يبنونها هي أفضل إجابة نستطيع أن نقدمها إزاء النزاعات واللامبالاة التي تقتل، تابع الأب الأقدس، داعيًا الشباب في رسالة – الفيديو التي وجهها إلى أن يتعلّموا معا قراءة علامات الأزمنة، وينظروا إلى تنوّع تقاليدهم كغنى أراده الله. وأشار من ثم إلى أن الوحدة ليست تماثلاً، وأن تنوع هوياتنا الثقافية والدينية في هبة من الله. الوحدة في التنوع، أضاف الأب الأقدس، داعيًا إلى أن ينموا في الاحترام المتبادل كما فعل أسلافهم.
كما ودعا البابا فرنسيس الشباب في رسالة – الفيديو التي وجهها إلى أن يضعوا في المركز صوت مَن لا يتم الإصغاء إليهم. وأضاف أنه يفكّر في الأشد فقرا الذين يعانون من كون اعتبارهم عبئًا. ويفكّر في الذين يُضطرون إلى مغادرة بلدهم من أجل مستقبل أفضل. وتابع الأب الأقدس رسالته داعيًا إلى أن يعتنوا بكل شخص، مشيرا إلى أن الأمر لا يتعلق بأرقام إنما بأشخاص، بوجوه ينبغي تعزيز كرامتها وحمايتها. وشدد في الوقت نفسه على التخلي عن ثقافة الخوف وعلى فتح الباب للاستقبال والصداقة.
كما وأشار البابا فرنسيس في رسالته إلى أن البحر الأبيض المتوسط يوحّدهم كحديقة جميلة للاعتناء بها، وحثهم على الحفاظ على روح الخدمة في كل ظرف، والاعتناء بكل خليقة موكلة إلى أيديهم. تعلّموا السير على خطى شهدائكم، أضاف البابا فرنسيس يقول، فشجاعتهم هي شهادة حية تستطيع أن تُلهم التزامكم بمقاومة كل عنف يشوّه إنسانيتنا، كما فعلت الطوباوية ماريا توشي وهي فقط في الثانية والعشرين من العمر.
وفي ختام رسالة – الفيديو التي وجهها بمناسبة لقاء البحر الأبيض المتوسط الذي يُعقد في تيرانا عاصمة ألبانيا، من الخامس عشر وحتى الحادي والعشرين من أيلول سبتمبر ٢٠٢٤ حول موضوع “حجاج رجاء، بناة سلام”، أوكل قداسة البابا فرنسيس الجميع إلى مريم، أمّ المشورة الصالحة، داعيا إلى أن يتعلّموا من قلبها الطاهر أن يكونوا حجاجا للرجاء لا يعرفوا التعب، وأن يتبعوا علامات الله، كي يجد البحر البيض المتوسط مجددًا وجهه الأجمل: وجه الأخوّة والسلام. ولا يكون مقبرة.