البابا فرنسيس يوجه رسالة إلى رئيس أساقفة باريس لمناسبة افتتاح كاتدرائية نوتردام

تحية مَن عملوا بسخاء على إعادة افتتاح الكاتدرائية عقب حريق سنة ٢٠١٩، والرجاء أن يكون هذا الميلاد الجديدة لكاتدرائية نوتردام علامة نبوية لتجدُّد الكنيسة في فرنسا. كان هذا من بين ما تضمنته رسالة وجهها قداسة البابا فرنسيس إلى رئيس أساقفة باريس المطران لوران أولريك لمناسبة افتتاح كاتدرائية نوتردام السبت ٧ كانون الأول ديسمبر.
تم مساء السبت ٧ كانون الأول ديسمبر افتتاح كاتدرائية نوتر دام في العاصمة باريس وذك بعد إصلاح ما تعرضت له من ضرر جراء حريق في نيسان أبريل ٢٠١٩. ولهذه المناسبة وجه البابا فرنسيس رسالة إلى رئيس أساقفة باريس المطران لوران أولريك أعرب في بدايتها عن سعادته الكبيرة للاتحاد بالفكر والصلاة مع رئيس الأساقفة وجميع المؤمنين المجتمعين والأشخاص الحاضرين خلال هذا اليوم الاحتفالي الذي يتم خلاله إعادة افتتاح الكاتدرائية لممارسة الطقوس. ثم تحدث البابا فرنسيس عن تذكرنا جميعا الحريق الرهيب الذي اندلع في الكاتدرائية خمس سنوات مضت والذي ألحق بها أضرارا جسيمة. وتابع الأب الأقدس أننا شعرنا بالقلق أمام خطر زوال عمل كبير للإيمان والعمارة المسيحيَّين وشهادة عريقة على تاريخكم الوطني، كتب البابا لرئيس أساقفة باريس. واليوم يفسح الحزن والحداد المجال للفرح والاحتفال والتسبيح، أضاف قداسته.
هذا وأراد البابا فرنسيس في رسالته توجيه التحية إلى جميع مَن عملوا بشجاعة، وخص هنا بالذكر عناصر الإطفاء، من أجل إنقاذ هذا الصرح التاريخي من الدمار. وتابع قداسته محيَّيا التزام وعزم السلطات العامة في فرنسا كما وأشار من جهة أخرى إلى لفتات السخاء الدولية الكبيرة التي ساهمت في ترميم الكاتدرائية. وأضاف البابا أن هذا السخاء هو علامة لا فقط على الاهتمام بالفن والتاريخ بل هو بشكل أكبر ومشجع علامة على أن القيمة الرمزية والمقدسة لهذا الصرح لا تزال ملموسة بشكل كبير.
وتابع الأب الأقدس موجها التحية أيضا إلى جميع الفئات المهنية التي عملت على ترميم الكاتدرائية مقدِّمةً أفضل ما يمكنها من أجل أن تستعيد كاتدرائية نوتر دام رونقها. وأضاف البابا في هذا السياق أنه من الجميل والمطَمئن أن يتم بحكمة الحفاظ على كفاءات الماضي وتحسينها. ومن الأكثر جمالا، تابع البابا فرنسيس، أن كثيرين من العمال والحرفيين قد قدموا شهادة على عيشهم ترميم الكاتدرائية كمسيرة روحية حقيقية سائرين على خطى أسلافهم والذين تَمَكن إيمانهم المعاش في عملهم من تشييد رائعة كهذه.
أعرب قداسة البابا بعد ذلك في رسالته إلى رئيس أساقفة باريس عن الرجاء في أن يكون هذا الميلاد الجديد للكاتدرائية الجميلة علامة نبوية لتَجدد الكنيسة في فرنسا. ودعا الأب الأقدس بالتالي جميع المعمَّدين الذين سيدخلون بفرح هذه الكاتدرائية أن يشعروا باعتزاز مشروع وأن يستعيدوا إرث الإيمان. ثم وجه البابا الحديث مباشرة إلى مؤمني باريس وفرنسا قائلا إن هذا المكان الذي يسكنه أبونا السماوي هو مكانكم وأنتم حجارته الحية، ولكم قد شيده مَن سبقوكم في الإيمان. وأكد الأب الأقدس مواصلا حديثه إلى المؤمنين أن الصور والرموز الكثيرة التي توجد في هذه الكاتدرائية هي موجَّهة لهم لتقودهم إلى لقاء الله الذي صار بشرا، وإلى إعادة اكتشاف محبته الكبيرة. كما وأراد البابا تسليط الضوء على أن كاتدرائية نوتر دام ستتلقى مجدَّدا الزيارات والإعجاب من أعداد كبيرة من أشخاص من أماكن وأوضاع وديانات ولغات وثقافات مختلفة يبحثون عن المطلق وعن معنى لحياتهم. وتابع الأب الأقدس موجها حديثه إلى رئيس أساقفة باريس معربا عن ثقته بأن أبوب الكاتدرائية ستكون مفتوحة على مصراعيها لهؤلاء الأشخاص وبأن الأبرشية ستستقبلهم بسخاء ومجانية كأخوة وأخوات. وأعرب البابا فرنسيس عن الرجاء أن يتمكن هؤلاء الزوار بفضل شهادة الجماعة المسيحية من لمس السلام الذي يسكن هذا المكان وفرح أن يعرفوا وأن يحبوا الرب الذي هو قرب وشفقة وحنان. وتضرع الأب الأقدس كي يتمكن مَن سيزورون كاتدرائية نوتردام في باريس، من خلال النظر إلى تلك القبب التي استعادت النور مجددا، من أن يتقاسموا رجاء الرب الذي لا يُهزم.
وفي ختام رسالته التي وجهها إلى رئيس أساقفة باريس المطران لوران أولريك لمناسبة افتتاح كاتدرائية نوتر دام في العاصمة باريس، السبت ٧ كانون الأول ديسمبر، استمطر البابا فرنسيس على الكنيسة في فرنسا والشعب الفرنسي بكامله حماية العذراء سيدة باريس ثم بارك الجميع.