كتب البابا فرنسيس مقدمة كتاب يجمع فيه عميد دائرة دعاوة القديسين الكاردينال مارشيلو سيميرارو عظاته لسنوات عديدة في ذكرى وفاة البابا بولس السادس. وسلط البابا فرنسيس الضوء في المقدمة على محورية محبة المسيح بالنسبة لسلفه.
“بولس السادس، ملفان في سر المسيح”، هذا عنوان كتاب للكاردينال مارشيلو سيميرارو عميد دائرة دعاوى القديسين صدر اليوم ١٨ كانون الثاني يناير عن المكتبة ودار النشر الفاتيكانية. ويجمع الكتاب عظات الكاردينال في السنوات من ٢٠٠٨ حتى ٢٠١٦ وذلك في الذكرى السنوية لوفاة البابا بولس السادس في ٦ آب أغسطس. ولهذا العمل كتب المقدمة البابا فرنسيس فأعرب في بدايتها عن سعادته لقرار عميد الدائرة إصدار عظاته لمناسبة انتقال البابا بولس السادس إلى بيت الآب، وذلك تحديدا في سنة ٢٠٢٣ أي تزامنا مع مرور ستين سنة على اختيار جوفاني باتيستا مونتيني حبرا أعظم.
وواصل البابا فرنسيس فكتب أنه غالبا ما تأمَّل إن كان سلفه بولس السادس يمكن اعتباره شهيدا، وعاد قداسته إلى سنة ١٩٦٩ وتحديدا إلى الخامس من كانون الأول ديسمبر من ذلك العام حين أشار البابا بولس السادس خلال لقائه مع مجمع الكرادلة والكوريا الرومانية لتبادل التهاني إلى أن المجمع الفاتيكاني الثاني قد أسفر عن نوع من انتباه بل وتوتر روحي من بعض وجهات النظر، ما شمل أيضا أزمات لدى بعض الكهنة، وقال بولس السادس حينها “هذا هو إكليل شوكنا”.
لقد كانت الدعوة إلى محبة المسيح من بين أكثر الدعوات تكرارا في تعليم البابا بولس السادس، واصل البابا فرنسيس، وأضاف أن هذه المحبة كان يعتبرها سلفه المرآة التي نرى فيها المسيح والفسحة التي نلتقيه فيها. وأضاف الأب الأقدس أن هذه المحبة المطلقة للمسيح لدى بولس السادس هي ما أراد الكاردينال مارشيلو سيميرارو التشديد عليه في عظاته التي يجمعها في الكتاب الجديد. وتوقف البابا فرنسيس يشكل خاص عند تجلي المسيح الذي كان محور تأمل ووعظ وشهادة البابا بولس السادس، وتابع أن هذا البابا كان يبدو وكأنه يريد دخول هذا الحدث الإنجيلي كما لو كان رفيقا للرسل الثلاثة الذين اختارهم يسوع.
ثم كرر البابا فرنسيس فرحه بنشر تأملات عميد دائرة دعاوى القديسين حول البابا بولس السادس وذلك لأن شخصية هذا البابا القديس كانت جذابة بالنسبة له أيضا. وذكَّر قداسته بحديثه في مناسبات عديدة عن أن بعض كلمات هذا البابا قد منحته قوة روحية وخيرا كبيرا في حياته، وأشار البابا فرنسيس على سبيل المثال إلى كلمات بولس السادس في مانيلا وفي الناصرة. وتابع الأب الأقدس أنه من المعروف أن الإرشاد الرسولي الأول الذي أصدره “فرح الإنجيل” يُعتبر بشكل ما وجه الميدالية الآخر للإرشاد الرسولي “إعلان الإنجيل” للبابا بولس السادس، الوثيقة الرعوية التي أُحبها كثيرا، قال قداسة البابا. وواصل أن الجميع قد سمعوه يكرر ما وصفه بتعبير دخل قلبه من تلك الوثيقة، ألا وهو فرح الإنجيل العذب والمعزي، وأضاف أنه كان يكرر هذه العبارة حين كان أسقف بوينس أيرس وما يواصل عمله اليوم.
عاد البابا فرنسيس في مقدمته بعد ذلك إلى عنوان هذا الكتاب “بولس السادس، ملفان في سر المسيح” فقال إنه استعادة لجملة للّاهوتي الدومينيكاني الكبير ماري جوزيف لوغيو. وأضاف أن اللاهوتي قد كتب هذه العبارة في كتاب تمحور حول النبوة الروحية والعقائدية والرعوية والإرسالية الكبيرة للمجمع الفاتيكاني الثاني. وقال البابا فرنسيس في هذا السياق إنه ولمناسبة اليوبيل الذي سيتم الاحتفال به العام القادم ٢٠٢٥ قد طلب من الجميع الاستعداد لهذا الحدث بالعودة إلى النصوص الأساسية للمجمع الفاتيكاني الثاني. وتابع أن اللاهوتي لوغيو يصف في كتابه المذكور المجمع بفعل تأمل في وجه يسوع، وأضاف البابا أن تعليم المجمع الفاتيكاني المسكوني يجب أن تعاد قراءته من وجهة النظر هذه أيضا.
وفي ختام مقدمته للكتاب الصادر عن المكتبة ودار النشر الفاتيكانية، والذي يجمع عظات الكاردينال مارشيلو سيميرارو حول البابا بولس السادس، ذكَّر البابا فرنسيس بما كتب في الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل” حين ذكر أن الواعظ هو متأمل في الكلمة وأيضا متأمل في الشعب، وأضاف أن هذا ينطبق أيضا على الكنيسة السينودسية، فهي تتأمل في الكلمة وأيضا في شعب الله. وختم قداسته معربا عن الرجاء في أن تشجع على هذا أيضا التأملات المكتوبة في هذه الصفحات.