البابا فرنسيس يصلّي من أجل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة

في نيته للصلاة لشهر تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣ البابا فرنسيس يصلّي لكي يكون الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في محور اهتمام المجتمع
صدرت عصر الثلاثاء رسالة الفيديو للبابا فرنسيس لنيته للصلاة لشهر كانون الأول أكتوبر ٢٠٢٣ التي يتم بثها شهرياً من خلال شبكة الصلاة العالمية للبابا والتي يدعو قداسة البابا فيها هذا الشهر للصلاة من أجل الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
قال البابا فرنسيس من بين الأشخاص الأكثر هشاشة بيننا هناك الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. بعضهم يختبرون رفضًا يقوم على الجهل أو على الأحكام المسبقة، ويحولهم إلى أشخاص مهمّشين. لذلك يجب على المؤسسات المدنية أن تعضد مشاريعهم من خلال الحصول على التعليم والعمل والمجالات التي يتم فيها التعبير عن الإبداع.
تابع الأب الأقدس يقول هناك حاجة إلى برامج ومبادرات تعزز الإدماج. وفي المقام الأول، هناك حاجة إلى قلوب كبيرة تكون مستعدة لأن ترافق. يتعلق الأمر بتغيير ذهنيّتنا قليلاً لكي ننفتح على مساهمات ومواهب هؤلاء الأشخاص ذوي القدرات المختلفة، سواء في المجتمع أو في حياة الكنيسة. وبالتالي، فإن خلق رعية في متناول اليد لا يعني فقط أن نزيل الحواجز المادية، وإنما أيضًا أن نفهم أنه علينا أن نتوقف عن الحديث عن “هم” ونبدأ في الحديث عن “نحن”.
وختم البابا فرنسيس رسالة الفيديو لنيته للصلاة لشهر كانون الأول أكتوبر ٢٠٢٣ بالقول لنصلِّ لكي يكون الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في محور اهتمام المجتمع ولكي تعزز المؤسسات برامج إدماج تعزز مشاركتهم الفاعلة.
تتزامن نية الصلاة هذه مع الشهر الذي حددت فيه الأمم المتحدة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة (٣ كانون الأول ديسمبر) بهدف تعزيز حقوقهم ورفاههم. ويصر البابا فرنسيس على مفهوم “القدرات المختلفة”، للتأكيد على المساهمة الكبيرة التي يمكن أن تأتي للمجتمع من خلال الإدماج الكامل وتقدير الفئات الأكثر هشاشة.
وتشهد على ذلك الصور التي ترافق كلماته: قصص مختلفة، توحدها القدرة على تعزيز مواهب الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. من الرياضيين البارالمبيين الذين نجحوا في تحدي حدودهم في مختلف المسابقات الدولية إلى أصدقاء جماعة سانت إيجيديو الذين يرسمون أعمالًا فنية أو يخدمون الطاولات في المطعم؛ من اليسوعي الكفيف، اللاهوتي في أستراليا، إلى الراهبة المصابة بمتلازمة داون الملتزمة في لورد، والتي شاركت في الجمعية العامة للسينودس وقد روتها حملة #IamChurch التي نظمتها دائرة العلمانيين والعائلة والحياة: إن فيديو البابا لهذا الشهر – الذي تم إنتاجه بالتعاون مع دائرة التنمية البشرية المتكاملة – هو ترنيمة للحياة نفسها، وكذلك دعوة لكي نغيِّر طريقة تفكيرنا.
في عالم اليوم يدين البابا فرنسيس يختبر بعض الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة “رفضًا يقوم على الجهل أو الأحكام المسبقة، يحولهم إلى أشخاص مهمشين”. لذا فقد حان الوقت “لكي نغيّر ذهنيتنا قليلاً وننفتح على مساهمات ومواهب هؤلاء الأشخاص ذوي القدرات المختلفة، سواء في المجتمع أو في حياة الكنيسة”. ويطلب البابا من المؤسسات المدنية أن تدعم مشاريع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة “من خلال الحصول على التعليم والعمل والمجالات التي يتم فيها التعبير عن الإبداع” و”من خلال مبادرات تعزز الإدماج”. بالنسبة للكنيسة، لا يقتصر الأمر على “إزالة الحواجز المادية، بل يجب أيضًا أن نفهم أنه يجب علينا أن نتوقف عن الحديث عن “هم” ونبدأ بالحديث عن “نحن”. ثم يعيد الأب الأقدس التأكيد للجميع أن “هناك حاجة إلى قلوب كبيرة مستعدة للمرافقة”.
في تعليقه على رسالة الفيديو لنيّة صلاة البابا فرنسيس لشهر كانون الأول يقول الكاردينال مايكل تشيرني، عميد دائرة تعزيز التنمية البشرية المتكاملة: “إن دعوة البابا لقبول الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في حياة الكنيسة والمجتمع تساعد كثيرًا في الاعتراف بالسر الذي كل شخص هو عليه. لقد التقى يسوع بأشخاص طبعوا بهشاشة جسدية ونفسية وروحية، ورأى فيهم الجمال والوعد. وهكذا رأوا فيه السر الإلهي، وشعروا بحضور ذلك الذي يخلِّص، والذي هو أب. في عالم تبدو فيه الإنتاجية أكثر أهمية من الإنسان، ويتم فيه توحيد الجمال ضمن القوانين التجارية، تكتسب الجماعة المسيحيّة التي تصلي نظرة أعمق وأكثر حرية. فالكنيسة لا ترفض المشاركة والكلمة والأسرار لأحد، بل تشارك مع كلّ فرد الدرب المناسب. إن مجتمعاتنا، التي لا تكون إدماجيّة في كثير من الأحيان، تحتاج إلى التزام مشترك وملموس، لكي، وباتباعها مثال يسوع، يتمُّ فيها احترام كرامة الجميع وتنمو الأخوَّة.
أما الأب فريديريك فورنوس، المدير الدولي لشبكة الصلاة العالمية للبابا، فيقوّي دعوة البابا فرنسيس ويقول: “تركز نية صلاة البابا لهذا الشهر على تعزيز المشاركة الفاعلة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وبناء البرامج والمبادرات لكي لا يتمَّ استبعاد أحد منهم، ويتم دعمهم وقبولهم وإدماجهم والاعتراف بهم من قبل المجتمع. هذا ما فعله يسوع، الذي قبل الجميع: معه لم يشعر أحد بالإقصاء. نحن نعرف ذلك، ولكننا نكافح ونتعب لكي نعيشه: ولهذا السبب علينا أن نصلي، لأن الأمر يتطلب تغيير ذهنيّة، ومنظور، بدءًا من وجهة نظرنا. وهكذا، يقول لنا البابا، سنكون قادرين على “أن ننفتح على مساهمات ومواهب هؤلاء الأشخاص ذوي القدرات المختلفة، سواء في المجتمع أو في حياة الكنيسة”.