البابا فرنسيس يستقبل جماعة إكليريكية بورغوس في إسبانيا

التأمل في دعوة الله واختياره المكان الذي نقدم فيه الخدمة، كان هذا محور كلمة البابا فرنسيس خلال استقباله اليوم جماعة إكليريكية بورغوس في إسبانيا.
استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم السبت جماعة إكليريكية بورغوس في إسبانيا. وعقب ترحيبه بالجميع من أساقفة وكهنة وإكليريكيين قال الأب الأقدس إنه يشكر الله على شيئين يراهما في هذه الجماعة. وتحدث بالتالي أولا عما وصفه بلقاء فسيفساء من الأعراق والثقافات والفئات العمرية للإجابة على دعوة يسوع إلى الخدمة الكهنوتية. ثم أشار إلى الأمر الثاني ألا وهو أن مسيرة التكوين هذه تتم في مكان من العالم قد يبدو لكثيرين غير متوقع، مكان غني بالتاريخ والتقاليد وبسكان أقوياء بحكم الأوضاع المناخية والعادات، إلا أنه مكان تسمونه اليوم “إسبانيا الفارغة”، قال قداسته لضيوفه.
ثم أراد الأب الأقدس التأمل مع جماعة الإكليريكية حول ما يجعل الله يحملنا إلى المكان الذي نوجد فيه، وقال قداسته إنه من المفيد أن نتذكر ذلك المقطع من إنجيل القديس لوقا الذي يحدثنا عن إرسال يسوع التلاميذ حيثما يوشك هو أن يذهب (راجع لوقا ١٠، ١). وتابع البابا فرنسيس أن هذا معيار تمييز وتقييم جيد ويمكننا ترجمته في واقعنا بكلمات بسيطة: إن يسوع يريدني في تلك الأرض الفارغة لأملأها بالله، ويعني هذا حسبما واصل قداسته أن أجعل الله حاضرا وسط أخوتي لتكوين جماعة، كنيسة، شعب.
وتابع البابا فرنسيس أن هذا يتحقق في المقام الأول بأن نكون مجموعة متنوعة قادرة على الاستقبال والإثراء المتبادل، وأضاف أنه بدون محبة الله والأخوة وبدون السير اثنين اثنين، كما جاء في المقطع المذكور من إنجيل القديس لوقا، فلن يمكننا أن نحمل الأشخاص إلى الله. ثم تحدث قداسته عن ضرورة أن نُظهر للرب استعدادا مطلقا متضرعين إليه كي يرسلنا نحن حتى وإن بدا لنا أننا قليلون أمام مثل هذا العمل الكبير. هناك حاجة أيضا إلى تسليم الذات لله والثقة كي ينشأ الفراغ في قلوبنا فقط، وذلك كي تتسع لاستقبال الله والأخ متحررين من التأمينات البشرية الزائفة.
أن يكون الله فينا يملؤنا بالسلام، قال البابا فرنسيس في ختام حديثه إلى جماعة إكليريكية بورغوس في إسبانيا، سلام يمكننا نقله وحمله إلى كل الشعوب والمدن وأن نرجوه لكل مكان. وهكذا تملؤون بالنور تلك الحقول التي تبدو جرداء وتُخصبونها بالرجاء، قال قداسته لضيوفه ثم تضرع كي يباركهم يسوع وتحرسهم مريم العذراء.