البابا فرنسيس يستقبل المشاركين في الجمعية العامة للأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح الخميس في الفاتيكان المشاركين في الجمعية العامة للأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية وسلط الضوء على العناية بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وشدد على تعزيز الادماج من أجل مكافحة ثقافة الاقصاء.
وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة استهلها مرحبًّا بأعضاء الأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية التي تأسست لثلاثين سنة خلت، وعبّر عن تقديره للموضوع المُختار لهذه الجمعية العامة حول الخبرة الإنسانية للإعاقة، العوامل الاجتماعية التي تحددها والالتزام من أجل ثقافة العناية والادماج، وأشار إلى أنه في الآونة الأخيرة قام المجتمع الدولي بخطوات هامة إلى الأمام في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والعديد من البلدان تتحرك في هذا الاتجاه، وحيث تم القيام بهذه المسيرة نرى نمو بذور مجتمع أكثر عدلا وتضامنا. وإذ سلط الضوء على كرامة الأشخاص ذوي الإعاقة، تابع الأب الأقدس كلمته مشددا على أن لكل إنسان الحق في حياة كريمة والنمو المتكامل، ومشيرا في الوقت نفسه إلى أن الضعف والهشاشة هما جزء من الحالة البشرية وليسا خاصين فقط بالأشخاص ذوي الإعاقة، وأضاف لقد ذكّرنا بعضهم بذلك خلال الجمعية السينودسية الأخيرة، وقالوا: بإمكان حضورنا أن يساهم في تحويل الواقع الذي نعيش فيه، وجعْله أكثر إنسانية وضيافة. بدون هشاشة ومحدوديات، وبدون عقبات ينبغي تجاوزها، لن تكون هناك إنسانية حقيقية. كما وأشار البابا فرنسيس إلى اهتمام الكنيسة بالأشخاص الذين لديهم إعاقة، وسلط الضوء على لقاءات يسوع العديدة مع هؤلاء الأشخاص كما جاء في الأناجيل.
وتابع الأب الأقدس كلمته لافتًا إلى أنه لا يزال هناك في أنحاء عديدة في العالم أشخاص وعائلات على هامش الحياة الاجتماعية بسبب الإعاقة. وأكد من ثم أن ثقافة الاقصاء لا حدود لها. هناك مَن يفترضون بأنهم يستطيعون أن يحددوا، بالارتكاز إلى معايير نفعية ووظيفية، متى تكون للحياة قيمة وتستحق العيش. وأضاف أن عقلية كهذه تستطيع أن تؤدي إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الأشخاص الأشد ضعفًا. كما وأشار إلى أن هناك في ثقافة الإقصاء ناحية أقل ظهورًا إنما ماكرة جدا مسلطا الضوء على الميل الذي يقود إلى اعتبار وجودهم عبئًا على أنفسهم وعلى أحبائهم. وقال الأب الأقدس إن انتشار هذه الذهنية يحوّل ثقافة الاقصاء إلى ثقافة موت.
هذا وأكد البابا فرنسيس في كلمته أن مكافحة ثقافة الإقصاء تعني تعزيز ثقافة الادماج من خلال بناء وتعزيز روابط الانتماء إلى المجتمع، مشيرا إلى أن الفاعلين الأساسيين لهذا العمل التضامني هم الذين وإذ يشعرون بالمسؤولية المشتركة لخير كل شخص، يعملون من أجل عدالة اجتماعية أكبر، ومن أجل إزالة الحواجز التي تمنع كثيرين من التمتع بالحقوق والحريات الأساسية. وشدد البابا فرنسيس بالتالي على بناء ثقافة الادماج المتكامل، لافتًا إلى أن رابط الانتماء يصبح أكثر متانة حين يشارك الأشخاص ذوو الإعاقة في الحياة الاجتماعية كرواد تغيير. وأكد أن التكافل والمشاركة هما ركيزتا ادماج فعال. وفي ضوء ذلك يتم بشكل جيد فهم أهمية جمعيات الأشخاص ذوي الإعاقة التي تعزز المشاركة الاجتماعية. وتوقف الأب الأقدس عند ما جاء في الرسالة العامة Fratelli tutti في الأخوة والصداقة الاجتماعية مشيرا إلى أن الاعتراف بكل إنسان كأخ أو أخت، والسعي إلى صداقة اجتماعية تشمل الجميع، ليسا مجرد يوتوبيا. فهما يتطلّبان القرار والقدرة على إيجاد طرق فعالة تجعلهما ممكنين. إن أي مسعى في هذا الاتّجاه يصبح ممارسة سامية للمحبة. ذلك أن الفرد يمكنه أن يساعد شخصا محتاجا، ولكن عندما يتحد مع الآخرين من أجل بناء مسارات اجتماعية من الأخوّة والعدالة للجميع، فإنه يدخل مجال المحبة الأوسع، أي المحبة السياسية.
وفي ختام كلمته إلى المشاركين في أعمال الجمعية العامة للأكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية، شكر قداسة البابا فرنسيس الجميع على عملهم وخصوصا على الاهتمام الملموس بالإخوة والأخوات ذوي الاحتياجات الخاصة.