البابا فرنسيس يستقبل الحرس السويسري البابوي

“تشكّل الحياة في عائلة الحرس السويسري الكبيرة، لمدة عامين من الخدمة على الأقل، مرحلة مهمّة وتكوينيّة بالنسبة لكم. إنها ليست مجرد فترة عمل، بل هي زمن حياة وعلاقات وشركة مكثفة في رفقة متنوعة” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته الى الحرس السويسري البابوي
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في قاعة كليمينتينا في القصر الرسولي بالفاتيكان أفراد الحرس السويسري البابوي مع عائلاتهم وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال إن هذا اليوم هو يوم مُنتظر ومُستطاب على الدوام بالنسبة لي، لأنه يتيح لي الفرصة لكي أُعبِّر علنًا عن “شكري” على حضور الحرس السويسري وخدمته. أولاً على الحضور: وهو حضور يتميز بجودته وأسلوبه اللطيف واليقظ والدقيق. وبالطبع على الخدمة اليومية، التي هي سخية ودؤوبة على الدوام.
تابع البابا فرنسيس يقول يمتد امتناني العميق أيضًا إلى عائلات هؤلاء الشباب، لأنهم إذا كانوا هنا، وإذا كانوا متربّين جيدًا، فذلك يرجع بشكل خاص إلى البيئة التي نشأوا فيها. أيها الحراس الأعزاء، أنا سعيد لأن رؤسائكم أخبروني عن العديد من الجوانب الإيجابية، التي أود أن أتقاسمها معكم في هذه اللحظة. هناك بينكم روح عمل جماعي ممتاز، وأجواء إيجابية واحترام في الثكنة، وسلوك مهذب تجاه الرؤساء والضيوف، على الرغم في بعض الأحيان من فترات الخدمة الطويلة المكثفة والمتعبة، لواقع أنَّ عددكم هو أقلُّ من العدد المطلوب. أنتم تُظهرون مستوى عالٍ من التحفيز والرغبة في الخدمة، وكذلك – وهذا يسعدني جدًا – علاقات جيدة بينكم: تذهبون في رحلات معًا، وتقضون إجازاتكم معًا، وغالبًا ما تخرجون معًا. إنَّ العلاقة في الواقع، هي الخبرة الأساسية بالنسبة لنا نحن المسيحيين: لقد كشف لنا يسوع وشهد أن الله هو محبة، وهو علاقة في ذاته، وفي هذا السر نجد هدف وتمام حياتنا. إنَّ العلاقات الجيدة هي الطريق الرئيسي لنمونا ونضجنا الإنساني والمسيحي. وقد تعلمنا الكثير مما يميز شخصيتنا من خلال العلاقات مع الوالدين، والإخوة والأخوات، وزملاء المدرسة، والمعلمين، والأصدقاء، وزملاء العمل، وما إلى ذلك.
أضاف الأب الأقدس يقول لهذا السبب تشكّل الحياة في عائلة الحرس السويسري الكبيرة، لمدة عامين من الخدمة على الأقل، مرحلة مهمّة وتكوينيّة بالنسبة لكم. إنها ليست مجرد فترة عمل، بل هي زمن حياة وعلاقات وشركة مكثفة في رفقة متنوعة. يشكل هذا التنوع وكثافة الجماعة والعلاقات في بيئة ثكنتكم اليومية جانبًا أساسيًا ومؤهلًا لكم. ومن هذا المنظور، يجب على الثكنة الجديدة، التي هي في مرحلة التخطيط حاليًا، أن تقدم مساهمة مهمة في لم شمل الحرس وعائلاتهم، الذين يضطرون حاليًا إلى العيش مشتتين نوعًا ما بسبب ضيق المساحة، وكذلك في دعم وتعزيز هذا الرابط والشعور بالعائلة داخل الفيلق.
تابع الحبر الأعظم يقول وفيما يتعلق بموضوع البعد العلائقي، أحثكم على تنمية الحياة الجماعيّة بشكل فعال. تنتشر اليوم بين الشباب عادة قضاء وقت الفراغ بمفردهم مع الكمبيوتر أو الهاتف. لذلك أقول لكم أيضًا أيها الحراس الشباب: اذهبوا ضد التيار! من الأفضل أن تستغلّوا وقت الفراغ للنشاطات المشتركة، والتعرف على روما، وللحظات الأخوة التي يمكنكم من خلالها أن تخبروا قصصكم بعضًا لبعض وتتشاركوها. هذه الخبرات تبنيكم من الداخل وسترافقكم طوال حياتكم.
وخلص البابا فرنسيس إلى القول أيها الأحباء، أتمنى لكم عيداً سعيداً وأوكلكم إلى حماية العذراء مريم وشفعائكم القديسين. أعلم أنكم تصلون من أجلي، أشكركم كثيرًا وأسألكم من فضلكم أن تستمرّوا في القيام بذلك.