في رسالة موجَّهة إلى الأمين العام للسينودس الكاردينال ماريو غريك دعا البابا فرنسيس الأمانة العامة إلى تشكيل مجموعات عمل، بالتعاون مع دوائر الكوريا الرومانية الممعنية، وذلك لدراسة المواضيع التي تتضمنها وثيقة ملخص الجمعية العامة للسينودس حول السينودسية. وعدَّد الأب الأقدس في رسالته هذه المواضيع.
صدرت الخميس ١٤ آذار مارس رسالة وجهها البابا فرنسيس إلى الأمين العام للسينودس الكاردينال ماريو غريك، أشار قداسته في بدايتها إلى وثيقة ملخص الدورة الأولى للجمعية العامة العادية لسينودس الأساقفة التي تم إقرارها في ٢٨ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٣ وما تتضمنه من مواضيع لاهوتية هامة ترتبط كلها بالتجدد السينودسي للكنيسة وتترتب عليها تبعات قانونية ورعوية. وتابع الأب الاقدس مشددا بالتالي على ضرورة التعامل مع هذه المواضيع من خلال دراسة متعمقة، وأضاف أنه ونظرا لأن مثل هذه الدراسة لا يمكن القيام بها خلال الدورة الثامنة لسينودس الأساقفة التي ستُعقد من ٢ حتى ٢٧ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٤ فإنه قد قرر أن تُكلَّف مجموعات دراسة خاصة بهذا العمل. ووصف البابا هذا بإحدى ثمار المسيرة السينودسية التي بدأت في ٩ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢١.
عاد البابا فرنسيس بعد ذلك إلى الوثيقة التي أصدرها في السادس من شباط فبراير الماضي حول التعاون بين دوائر الكوريا الرومانية والأمانة العامة للسينودس. وكتب قداسته في الرسالة أنه وفي ضوء هذه الوثيقة سيكون على الأمانة العامة، بالاتفاق مع الدوائر المعنية، تشكيل مجموعات العمل المذكورة والتي يُفترض أن تتألف من رعاة وخبراء من كل القارات. وأضاف البابا أن على هذه المجموعات التطرق لا فقط إلى الدراسات القائمة، بل وأن تأخذ بعين الاعتبار أيضا أهم خبرات شعب الله في الكنائس المحلية. وشدد الأب الأقدس من جهة أخرى على أهمية أن تعمل هذه المجموعات بمنهج سينودسي حقيقي، وطلب البابا من الأمين العام للسينودس أن يكون الضامن لهذا الجانب.
وواصل البابا فرنسيس رسالته موضحا أن هذا الاختيار سيمَكن الجمعية العامة لسينودس الأساقفة في دورتها الثانية من تركيز الاهتمام بشكل أكبر على الموضوع العام الذي حدده قداسته، والذي يمكن اختصاره في السؤال: كيف نكون كنيسة سينودسية في رسالة. وتابع الأب الأقدس أن مجموعات العمل ستقدِّم أول تعريف بنشاطها خلال الدورة الثانية للجمعية العامة ويمكن أن تختتم المجموعات مهمتها، حسبما ذكر البابا، بحلول شهر حزيران يونيو من العام ٢٠٢٥.
هذا وعدد قداسة البابا المواضيع التي يرى أن على مجموعات العمل دراستها، وهي:
بعض جوانب العلاقة بين الكنائس الشرقية الكاثوليكية والكنيسة اللاتينية
الإصغاء إلى صرخة الفقراء
الرسالة في الأوساط الرقمية
إعادة التفكير في الوثيقة Ratio Fundamentalis Institutionis Sacerdotalis الصادرة عن مجمع الإكليروس سنة ٢٠١٦، وذلك من منظور سينودسي إرسالي
بعض القضايا اللاهوتية والقانونية المتعلقة ببعض أشكال الخدمة
إعادة التفكير من منظور سينودسي إرسالي للوثائق التي تنظم العلاقة بين الأساقفة والحياة المكرسة والتجمعات الكنسية
بعض جوانب شخصية وخدمة الأسقف، وبشكل خاص معايير اختيار المرشحين، الوظيفة القانونية للأسقف، طبيعة زيارة الأعتاب الرسولية والقيام بها، وذلك من منظور سينودسي إرسالي.
دور الممثلين الحبريين من منظور سينودسي إرسالي
المعايير اللاهوتية والمناهج السينودسية من أجل تمييز متقاسَم للقضايا العقائدية والرعوية والأخلاقية محل النقاش
استقبال ثمار المسيرة المسكونية في الممارسات الكنسية
وفي ختام رسالته إلى الكاردينال ماريو غريك الأمين العام للسينودس ذكر البابا فرنسيس أنه سيكون على الأمانة العامة وضع مسار عمل يوضح ما ستكلَّف به مجموعات العمل على أساس ما قَدَّم قداسته من توجيهات. ثم شكر الأب الأقدس الأمين العام على ما قام به من عمل حتى الآن، وبارك البابا الكاردينال غريك مؤكدا صلاته من أجله ومن أجل جميع المتعاونين بسخاء في المسيرة الحالية.