البابا فرنسيس في مقابلته العامة مع المؤمنين: لنطلب نعمة أن نكون مثل الرعاة قادرين على الدهشة والتسبيح أمام الله

أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان وتابع خلالها سلسلة التعليم حول موضوع “يسوع المسيح رجاؤنا” خلال هذه السنة اليوبيلية. وقد قرأ التعليم الأسبوعي الأب بييرلوجي جيرولي من أمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان.
استهل قداسة البابا فرنسيس مقابلته العامة مع المؤمنين لافتًا إلى التوقف اليوم – وفي إطار سلسلة التعليم حول يسوع رجائنا – عند ميلاده في بيت لحم. وأضاف أن ابن الله جعل نفسه رفيق دربنا وبدأ التنقل وهو لا يزال في أحشاء أمّه، من الناصرة إلى بيت زكريا وأليصابات؛ ومن ثم من الناصرة إلى بيت لحم من أجل الإحصاء. وأشار الأب الأقدس في تعليمه الأسبوعي إلى أن بيت لحم تعني “بيت الخبز”، وهناك وُلد يسوع، الخبز النازل من السماء لإشباع جوع العالم (راجع يوحنا ٦، ٥١). وتوقف من ثم عند ما كان قد أعلنه الملاك جبرائيل ” فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابناً فسَمِّيهِ يَسوع. سَيكونُ عَظيماً وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلهُ عَرشَ أَبيه داود، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية” (لوقا ١، ٣٢ – ٣٣).
وتابع الأب الأقدس تعليمه الأسبوعي متوقفًا أيضا عند إنجيل القديس لوقا “وبَينَما هما فيها حانَ وَقتُ وِلادَتِها، فولَدَتِ ابنَها البِكَر، فَقَمَّطَتهُ وأَضجَعَتهُ في مِذوَدٍ لأَنَّهُ لم يَكُنْ لَهُما مَوضِعٌ في الـمَضافة” (لوقا ٢، ٦ – ٧). وأضاف البابا فرنسيس لم يولد ابن الله في قصر ملكي إنما في القسم الخلفي لبيت، في المكان الذي توجد فيه الحيوانات. وهكذا يبين لنا الإنجيلي لوقا أن الله لم يأت إلى العالم بإعلانات رنانة، إنما بدأ رحلته بتواضع. وأضاف البابا فرنسيس أن الشهود الأوائل لهذا الحدث هم بعض الرعاة: أناس بسطاء، تنبعث منهم رائحة كريهة بسبب تواجدهم الدائم بالقرب من الحيوانات، ويعيشون على هامش المجتمع. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم يقومون بعمل عرّف من خلاله الله عن نفسه لشعبه (راجع تكوين ٤٨، ١٥؛ ٤٩، ٢٤؛ المزمور ٢٣، ١؛ ٨٠، ٢؛ أشعيا ٤٠، ١١). اختارهم الله كمتلقّي أجمل بشرى تردد صداها في التاريخ: “فقالَ لَهمُ الـمَلاك: “لا تَخافوا، ها إِنِّي أُبَشِّرُكُم بِفَرحٍ عَظيمٍ يَكونُ فَرحَ الشَّعبِ كُلِّه: وُلِدَ لَكُمُ اليَومَ مُخَلِّصٌ في مَدينَةِ داود، وهو الـمَسيحُ الرَّبّ. وإِلَيكُم هذِهِ العَلامة: سَتَجِدونَ طِفلاً مُقَمَّطاً مُضجَعاً في مِذوَد” (لوقا ٢، ١٠ – ١٢).
وأشار البابا فرنسيس إلى أن المكان للذهاب للقاء المسيح هو مذود. علم الرعاة أنه في مكان متواضع جدا مخصص للحيوانات، ولد المسيح، وولد من أجلهم، ليكون مخلّصهم، راعيهم. إنها بشرى تفتح قلوبهم على الدهشة والتسبيح والإعلان الفرح. وذكّر البابا فرنسيس في هذا الصدد بما قاله في رسالته الرسولية في معنى وقيمة المغارة التي تحمل تاريخ الأول من كانون الأول ديسمبر ٢٠١٩، مشيرا إلى أنه على عكس أناس كثيرين يريدون القيام بأمور كثيرة، أصبح الرعاة أول شهود لِمَا هو أساسي، أي للخلاص الذي أُعطي. إن الأكثر تواضعًا وفقرًا هم الذين عرفوا استقبال حدث التجسد.
وفي ختام تعليمه الأسبوعي قال البابا فرنسيس لنطلب نحن أيضا نعمة أن نكون، مثل الرعاة، قادرين على الدهشة والتسبيح أمام الله، وقادرين على الحفاظ على ما أوكله إلينا: المواهب، دعوتنا والأشخاص الذين يضعهم بجانبنا. لنطلب من الرب أن نعرف أن نرى في الضعف قوة الإله الطفل الذي جاء ليجدد العالم ويبدل حياتنا بمخططه المليء بالرجاء للبشرية كلها.
هذا وفي نهاية مقابلته العامة مع المؤمنين صباح اليوم الأربعاء في قاعة بولس السادس في الفاتيكان، دعا قداسة البابا فرنسيس إلى الصلاة من أجل السلام، وقال لا ننسين أبدا أن الحرب هي هزيمة على الدوام.