البابا فرنسيس: الرياضة تعلّمنا قيمة الأخوّة

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في القصر الرسولي في الفاتيكان أعضاء الجمعية الرياضية Athletica Vaticana وأمل، وفي هذه اللحظة التاريخية المظلمة التي نشهدها، أن تتمكن الرياضة من بناء الجسور وكسر الحواجز وتعزيز علاقات سلام. تأسست هذه الجمعية الرياضية الفاتيكانية عام ٢٠١٩.
وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة إلى أعضاء الجمعية الرياضية Athletica Vaticana رحّب فيها بجميع الحاضرين وحيّا الكاردينال جوزيه تولينتينو دي ميندوسا عميد دائرة الثقافة والتربية، وعبّر عن فرحه للشهادة المسيحية التي يقدمونها في عالم الرياضة التي تمثل اليوم التعبير الثقافي الأكثر انتشارا.
وأشار الأب الأقدس إلى أن هذا اللقاء يُعقد في الأيام الأولى من العام ٢٠٢٤، عام الألعاب الأولمبية والبارالمبية. وإذ ذكّر بقيمة “الهدنة الأولمبية”، تابع كلمته آملاً، وفي هذه اللحظة التاريخية المظلمة التي نشهدها، أن تتمكن الرياضة من بناء الجسور وكسر الحواجز وتعزيز علاقات سلام. وأضاف أنه من خلال أسلوب يتّسم بالبساطة، تلتزم Athletica Vaticana، ومنذ خمس سنوات تحديدا، بتعزيز الأخوّة والادماج والتضامن، وتشهد للإيمان المسيحي بين النساء والرجال الرياضيين، هواة ومحترفين. وأشار الأب الأقدس إلى مبادرات هذه الجمعية الرياضية، من تلك البسيطة والعفوية إلى المشاركة في أحداث رياضية دولية، وسلط الضوء في الوقت نفسه على أنه بالإضافة إلى النشاط الرياضي، تقترح جمعيتهم أيضا لحظات صلاة وخدمة الأشد عوزا، مشيرا إلى القُرب الملموس من الأشد ضعفًا، وإلى المبادرات مع شباب ذوي إعاقة جسدية، ومع السجناء والمهاجرين والعائلات الأشد فقرا.
وتابع البابا فرنسيس كلمته لافتًا إلى أن الرياضة هي وسيلة للتعبير عن المواهب الخاصة وأيضا لبناء المجتمع. فالرياضة، أضاف يقول، تعلّمنا قيمة الأخوّة. فما يهمّ هو الالتزام والهدف المشترك. وهذه الوحدة في الرياضة تذكّرنا بأنه على الرغم من اختلافاتنا، نحن جميعا أعضاء في العائلة البشرية نفسها. فللرياضة القدرة على توحيد الأشخاص بغض النظر عن قدراتهم الجسدية، الاقتصادية أو الاجتماعية. إنها وسيلة تكسر الحواجز. وأشار البابا فرنسيس أيضا إلى أن الرياضة تتكوّن من قواعد ينبغي احترامها. فالفوز بتواضع وقبول الخسارة بكرامة قيمتان تعلّمهما الرياضة ينبغي عيشهما في الحياة اليومية من أجل بناء مجتمع أكثر عدلاً وأخوّة. وسلط الضوء على أن الرياضة تُظهر لنا أيضا إمكانية مواجهة محدودياتنا بصبر وعزم، وأضاف أن كل رياضي، من خلال الانضباط والالتزام، يعلّمنا أننا نستطيع من خلال الإيمان والمثابرة تحقيق أهداف لم نفكّر قط بأنها ممكنة. إن رسالة الرجاء والشجاعة هذه هي جوهرية لاسيما للشباب.
وفي ختام كلمته إلى أعضاء الجمعية الرياضية Athletica Vaticana، شجع البابا فرنسيس الجميع على أن يروا الرياضة كمسيرة حياة تساعدهم في بناء جماعة أكثر تضامنا، وحمل قيم الحياة المسيحية، الصدق، التضحية، الالتزام، وقال قدّموا دائما أفضل ما عندكم! وطلب منهم ألاّ ينسوا أن يصلّوا من أجله.