في مقابلة له مع مجلة Credere يعود البابا فرنسيس إلى مسألة منح البركة للأزواج المثليين: “لن يتشكّك أحد إذا أعطيتُ البركة لرجل أعمال يستغل الناس، ولكن هناك من يتشكّكون إذا أعطيتها لشخص مثلي الجنس”. تشجيع جديد من الحبر الأعظم لحضور نسائي أكبر في الكنيسة: “ستكون هناك تعيينات جديدة للنساء في الكوريا الرومانية، لأنهن أفضل من الرجال في بعض المهام”.
“الجميع، الجميع، الجميع”. لقد قال ذلك في لشبونة وكرره في مناسبات أخرى عديدة لكي يؤكِّد على مبدأ القبول في أساس الرسالة الرعوية للكنيسة وكذلك ليضع الأطر لمنح البركات للأزواج “غير النظاميين” (بما في ذلك المثليين) كما تقترح الوثيقة العقائدية “Fiducia Supplicans”. في مقابلة له مع مجلة Credere، وهي مجلة دورية تابعة لمجموعة سان باولو، يعود البابا فرنسيس إلى مسألة البركات – التي أثارت ردود فعل وجدالات مختلفة – ويكرر ما قاله في لقائه مع أعضاء دائرة عقيدة الإيمان التي صاغت الوثيقة: “أنا لا أبارك “زواج المثليين”، أنا أبارك شخصين يحبان بعضهما البعض وأطلب منهما أيضًا أن يصليا من أجلي”، يشرح الحبر الأعظم في حديثه مه مدير المجلّة الأب فينشينزو فيتالي. “عندما أجد نفسي في الاعترافات، أمام هذه المواقف، شخص مثلي الجنس، أو أشخاص متزوجين مرة أخرى، أنا أصلي وأبارك على الدوام. ولا يجوز أن يُحرم أحد من البركة. الجميع، الجميع، الجميع. ولكن انتبهوا، أنا أتحدث عن الأشخاص، القادرين على أن ينالوا سرَّ المعموديّة”. ويضيف البابا: “إن أخطر الخطايا هي تلك التي تتنكر بمظهر “ملائكي”. “لن يتشكّك أحد إذا أعطيتُ البركة لرجل أعمال يستغل الناس: وهذه خطيئة جسيمة، ولكن هناك من يتشكّكون إذا أعطيتها لشخص مثلي الجنس… هذا هو النفاق! علينا جميعا أن نحترم بعضنا البعض. الجميع! إن جوهر هذه الوثيقة هو القبول”.
وفي المقابلة مع المجلة الأسبوعية، التي تحتفل بالذكرى السنويّة العاشرة على تأسيسها، والتي ولدت بمناسبة انتخاب خورخي ماريو بيرغوليو عام ٢٠١٣، يستعيد البابا سنوات حبريته بين أسرار شخصية، مثل حواراته مع المسنين أو ذكرياته في بوينس آيرس، أو القضايا الآنيّة، من بينها اليوبيل، “حدث نعمة” الذي من الضروري في ضوئه “أن نكتشف مجدّدًا قيمة الصلاة وحاجتها”. ويتحدث البابا أيضًا عن الحركات الكنسية وإشراك الشباب في الخبرات الرعوية مثل تلك الموجودة في دول العالم الثالث أو أمريكا اللاتينية، حيث يتم التحدث إلى الناس بلغة “بسيطة”. “هناك أيضًا وقائع “معقدة” لا تصل لجميع الأشخاص، وحركات “راقية” كما يقول البابا،”تميل إلى تشكيل كنيسة من الأشخاص الذين يشعرون بأنهم أفضل من الآخرين. ولكن هؤلاء ليسوا شعب الله المقدس والأمين، لأن شعب الله مكوّن من مؤمنين يعرفون أنهم خطأة ويسيرون قدمًا في حياتهم. أنا لا أعارض الحركات التي هي أمر مفيد جدًّا، لكنَّ الحركة – يوضح الحبر الأعظم – تكون جيدة عندما تُدخلك في الكنيسة الحقيقية، ولكن إذا كانت انتقائية، وإذا فصلتك عن الكنيسة، وإذا قادتك إلى الاعتقاد بأنك مسيحي مميز، فهذا الأمر ليس مسيحيا”.
واضح أيضًا جواب البابا حول دور المرأة، في ظل النداءات المستمرة لإعادة “الوجه الأنثوي” للكنيسة، أو، الأحدث، “لإزالة النزعة الذكورية من الكنيسة”. وأعاد البابا فرنسيس التأكيد على الفرق بين المبدأ البطرسي والمبدأ المريمي وقال: “الكنيسة هي امرأة، وهي زوجة. أما بطرس فهو ليس امرأة، وليس زوجة. وبالتالي فالكنيسة – العروس هي أهم من بطرس – الكاهن”. ثم أضاف أن “فتح أبواب العمل في الكوريا أمام النساء هو أمر مهم”، وشدّد في هذا السياق على كيف يمكن للنساء أن يساعدنَ في الخدمة الكهنوتيّة”. يكفي فقط أن ننظر إلى البلدات الصغيرة حيث لا يوجد كاهن، وحيث تدير الراهبات الرعايا، ويعمدن، ويمنحن المناولة، ويُقمن الجنازات. وعلق البابا قائلا: “المهم ليس خدمة النساء الكهنوتيّة وإنما ما هو أساسي هو حضور المرأة في الكنيسة”.
وبالنظر إلى الكوريا الرومانية حيث تم تعيين العديد من النساء على مر السنين، يؤكد البابا: “هناك الآن العديد من النساء وسيكون هناك المزيد، لأنهن أفضل من الرجال في بعض المهام”. وأستشهد البابا فرنسيس في هذا السياق بأمينة سرّ حاكميّة دولة حاضرة الفاتيكان، الأخت رافاييلا بيتريني، والنساء الموجودات في الدائرة لانتخاب الأساقفة الأخت بيتريني، ثم الأخت إيفون رونغوا، وماريا ليا زيرفينو، رئيسة الاتحاد العالمي للمنظمات النسائية الكاثوليكية، وبالأخت أليساندرا سمريللي، أمينة دائرة التنمية البشرية المتكاملة وغيرهنَّ، وقال إنها أماكن تحتاج للنساء”. وأخيرًا، عندما سئل عما إذا كان يدرك أنه بدأ “تغييرًا تاريخيًا” من وجهة النظر هذه، أجاب البابا: “يقولون لي ذلك…. لكنني أسير قدمًا بأفضل ما أستطيع”.