الاب ابو كسم لموقعنا: نتمنى المحافظة على الرحمة في ذكرى مولد نبي الرحمة والانسانية.

ولد خاتم الانبياء والمرسلين وخير خلق الله اجمعين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في شهر ربيع الأول بمكة المكرمة، حيث استنارت الاكوان وكان هدى للعالمين، ومولدٌ للنور بعد الظلام، ومولدٌ للعدل بعد الظلم.
وفي مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف خص رئيس المركز الكاثوليكي للأعلام الاب عبدو ابو كسم موقع “رأي سياسي” بكلمة في المناسبة جاء فيها: “أتقدم بالتهنئة من جميع اللبنانيين عموما ومن المسلمين خصوصا، لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، ونتمنى ان تكون هذه الذكرى مختلفة عن كل المناسبات التي تمر على لبنان منذ اكثر من ثلاث سنوات، حيث يعاني من أزمات خانقة على كافة المستويات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، وبتنا بحالة فوضى عارمة لم نشهد مثيلا لها من قبل، حتى ان الحرب كانت اخف وطأة مما نمر به حاليا، من حروب مبطنة بين الافرقاء اللبنانيين، ان كان من خلال التقاعس عن انتخاب رئيس للجمهورية الذي لا يزال محور تباين بين الأطراف اللبنانية، وما لهذا الموضوع من انعكاسات سلبية على كافة اللبنانيين، حيث نشهد فوضى عارمة في مؤسسات الدولة بسبب غياب الرئيس ، لذلك نتمنى ان يلهم الله كافة المسؤولين في هذا اليوم المبارك للعمل على انهاء الشغور في اقرب وقت ممكن لانتظام عمل مؤسسات الدولة.
كما نامل ان يعيد الله هذه الذكرى الطيبة بظروف مختلفة وافضل، بعد ان أدت الأوضاع الى هجرة شبابنا وشباتنا ، حيث خسرنا خيرتهم خلال السنوات الأخيرة، فلبنان اذا استمر على ما هو عليه سيعاني من حرمانه من النهضة وسيصبح معظم مواطنية من كبار السن .
لذلك نتضرع الى الله في هذا اليوم المبارك ان يزيل عنا المحن وان يعود شبابنا الى ربوع الوطن لتفجير طاقاتهم في بلدهم ، الذي هو بأمس الحاجة لوجودهم في هذه الأيام من اجل عودة نهوضه من جديد من الأوضاع الذي يعاني منها.
ونتمنى ان يعيد الله هذه الذكرى وتكون كل قضايا شعوب العالم، بما فيهم الشعب السوري الشقيق قد تم حلها، لان النزوح الكثيف الذي يحصل يشكل خطرا وضررا على لبنان وعلى سوريا، و نناشد كل المجتمع الدولي العمل لتسهيل عودة النازحين السوريين الى بلدهم.
ونتمنى بمناسبة ذكرى مولد نبي الرحمة والإنسانية ان نستطيع المحافظة على الرحمة فيما بيننا وعلى الإنسانية لكي نستطيع تخطي الظروف الصعبة معا مسلمين ومسيحيين، ونتنبه دائما الى أهمية وحدتنا وتعايشنا من خلال التصدي لكل من تخوله نفسه ان يصطاد بالماء العكر وان يشعل فتيل الفتنة بيننا ، باعتبارها في حال استيقظت ستكون بمثابة حرب مدمرة على لبنان.
وأكرر تمنياتي القلبية ان تكون هذه الذكرى فاتحة خير لجميع اللبنانيين.