نشرت وكالة فيديس الكاثوليكية للأنباء مقالاً سلطت من خلاله الضوء على الأوضاع التي تعيشها الجماعات المسيحية في بلدان الشرق الأوسط إذ تستعد للاحتفال بعيد الميلاد بعد أسبوعين، مشيرة إلى أن العيد سيأتي هذا العام مطبوعاً بالألم والقلق بسبب الصراع المسلح الذي تعيشه الأرض المقدسة. وقد علت في مختلف أنحاء العالم أصوات التضامن والتعاضد مع مسيحيين الشرق الأوسط الذين يتطلعون إلى استقبال الطفل يسوع، الذي هو نور العالم الآتي وسط الظلمات الحالكة، وهم يفعلون ذلك هذا العام بعيداً عن الزينة والأنوار.
ذكّرت وكالة فيديس بأنه في شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي أعلنت الكنائس وبلديتا بيت لحم ورامالله عن إلغاء جميع الاحتفالات التي ترافق عادة زمن الميلاد، وذلك تضامناً مع سكان قطاع غزة الذي يشهد حربا مع إسرائيل اندلعت في السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في عمق الدولة العبرية. كما طلب بطاركة وقادة كنائس القدس من الجماعات الكنسية أن تُحيي الاحتفالات الليتورجية بعيداً عن المظاهر الخارجية للعيد، ودعوا أيضا إلى جمع التبرعات لصالح سكان قطاع غزة.
هذا وأوضحت وكالة الأنباء الكنسية أن منذر إسحق، أحد القساوسة اللوثران في بيت لحم، أقام في كنيسته مغارة ميلادية وهي عبارة عن مشهد من الركام والأغصان المتكسرة والشموع، ويرمز إلى الدمار الهائل الذي تعرض له القطاع بسبب القصف الإسرائيلي. وقال بهذا الصدد إن الرسالة التي يريد أن يوصلها هي أن الله معنا وسط الألم.
في سورية وجه الأسقف حنا جلّوف، وهو فرنسيسكاني من حراسة الأرض المقدسة، عُين مؤخراً نائباً رسولياً للاتين في حلب، رسالة إلى الكهنة والرهبان والراهبات التابعين لكنيسة اللاتين في سورية طلب فيها أن تقتصر احتفالات الميلاد ورأس السنة داخل الكنائس والرعايا والأديرة، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، لاسيما في قطاع غزة. وكتب الأسقف الفرنسيسكاني في رسالته الموجهة إلى رجال الدين في سورية إنه نظراً إلى الأوضاع التي تمر بها بلادنا عموماً، وتضامنا مع غزة ومع الشعب الفلسطيني، الذي كان أول من ساعدنا خلال الحرب والزلزال الأخير، أطلب منكم أن تقتصر الاحتفالات بعيدي الميلاد ورأس السنة داخل الكنائس والرعايا والأديرة. واختتم رسالته بصلاة رُفعت إلى الطفل يسوع، سائلة إياه أن يملأ قلوبنا وقلوب عائلاتنا بالسلام والتناغم والطمأنينة وتمنى للجميع وسنة مباركة.