اطلاق كتاب “الوصايا العشر الخضراء” لشبيبة البطريركيّة المارونية في المركز الكاثوليكي

أطلق اليوم كتاب “الوصايا العشر الخضراء” الصادر عن مكتب راعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة في مؤتمر صحافي في المركز الكاثوليكي للإعلام – جل الدّيب، شارك فيه راعي أبرشيّة البترون المارونيّة رئيس اللجنة البطريركيّة للبيئة المطران منير خيرالله، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو ابو كسم، مدقِّق الكتاب باللغة العربيّة والمُشرف على مكتب راعويّة الشبيبة البطريركيّ ومرشده الخوري جورج يَرَق والأخت ميرنا فرح من راهبات المحبة – البزنسون.
بداية تحدث المطران خيرالله عن الكتاب فقال: “من الرسالة العامة” كن مسبَّحًا” إلى الإرشاد الرسولي” سبّحوا الله” : ثماني سنوات من الجهود المكثّفة بذلها قداسة البابا فرنسيس مع الخيّرين في العالم وأصحاب النوايا الحسنة” في سبيل العناية بالخليقة، بيتنا المشترك” .
اضاف:”في 24 أيار 2015، عيد العنصرة، أصدر قداسة البابا فرنسيس رسالة عامة بعنوان “كن مسبَّحًا” حول” العناية بالبيت المشترك” ، وعبّر فيها عن الهمّ الذي يحمله في شأن “البيت المشترك” لجميع البشر. وكان قد أعلن منذ توليّه الخدمة البابوية أنّ “حماية الخليقة، وبيتنا المشترك، وأسرتنا المشتركة، والعناية بالفقراء والضعفاء بنوعٍ خاص، هي بالضبط الخدمة التي دُعيَ إليها أسقف روما”. أختنا وأمّنا الأرض، يقول البابا فرنسيس في مقدمة الرسالة، تحتّج على الأذى الذي نُلحقه بها بسبب الاستعمال غير المسؤول وانتهاك الخيرات التي وضعها الله فيها . لقد نشأنا معتقدين أنها ملكيّة لنا وبأننا المسيطرون عليها ومباحٌ لنا أن ننهبها . إنّ العنف القاطن في القلب الإنساني المجروح بالخطيئة يَظهر أيضًا من خلال أعراض المرض التي نلاحظها في التربة، وفي المياه، وفي الهواء، وفي الكائنات الحيّة. لهذا فإنّ من بين الفقراء الأكثر تعرّضًا للإهمال ولسوء المعاملة توجد أرضنا المظلومة والمخرّبة التي تئنّ من آلام المخاض”.
وتابع:”امام هذا الواقع المؤلم، دعا قداسته إلى حوار يشمل الجميع،” لأنّ التحدّي البيئي الذي نواجهه وجذوره البشرية تعنينا وتمسُّنا جميعًا. ولأنّ مشاركة الجميع هي ضرورية لإصلاح الأضرار الناجمة عن تعدّي البشر على خليقة الله فباستطاعتنا جميعًا التعاون كأدوات الله من أجل العناية بالخليقة، كلٌّ عبر ثقافته وخبرته الشخصية، وعبر مبادراته وقدراته الخاصة “.
وقال:” هذه الرسالة هي نداء إلى الحوار الشامل، نداء من أجل إيكولوجية شاملة ومتكاملة. نداء من أجل رفض الاستسلام في مواجهة التدهور البيئي. “لم نخسر بعد كلّ شيء” ، يقول، “نعرف أنّ الأمور يمكن تغييرها، وأنّه ما زال بإمكان البشرية أن تتعاون من أجل بناء بيتنا المشترك”.
وشدد على” اننا في حاجة أولاً إلى إيكولوجية شاملة ومتكاملة، يقول، لأنّ الأمور مترابطة بالنسبة إليه: “الاهتمام بالطبيعة، والعدالة تجاه الفقراء، والالتزام في المجتمع، والسلام الداخلي” .” لذلك لا يمكن حصر الثقافة الإيكولوجية في سلسلة من الأجوبة العاجلة والجزئية للمشاركة التي تظهر في مجال التدهور البيئي ونفاد المخزونات الطبيعية والتلوّث. ينبغي أن يكون عندنا نظرة مختلفة وفكر وسياسة ومنهج تعليمي ونمط حياة وروحانية تستطيع أن تشكِّل مقاومة في وجه تقدم النموذج التكنوقراطي”. ونحن في حاجة ثانيًا إلى تربية إيكولوجية لتكون” مواطنة إيكولوجية بواسطة تطوير قناعات جديدة ومواقف جديدة وأنماط حياة تقتضي مراحل طويلة من التجدّد ، وانطلاقًا من تنمية قيم راسخة”. ونحن في حاجة ثالثًا إلى توبة ايكولوجية، شخصية وجماعية تستطيع أن تخلق دينامية التغيير في كلّ واحدٍ منا وفي مجتمعنا .” “والتغيير في أنماط الحياة يستطيع أن يوصلنا إلى ممارسة ضغط سليم على أصحاب السلطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية”.
وتابع خيرالله :” يؤكد قداسة البابا فرنسيس أنّه يكمّل تعليم الكنيسة وأسلافه الباباوات، القديس بولس السادس، والقديس يوحنا بولس الثاني وبنديكتوس السادس عشر، الذين أشاروا إلى المشكلة الإيكولوجية “كنتيجة مأساوية لممارسات الكائن البشري غير الخاضعة للرقابة” ، ودعوا إلى “توبة بيئية عامة” وإلى” القضاء على الأسباب البنيوية لإختلالات الاقتصاد العالمي” . أما نحن فنذكّر في هذا السياق بما علّمه المكرّم البطريرك الياس الحويك حول العلاقة بين المواطنين، لا سيما المسيحيين، والوطن والأرض واللغة والتاريخ. ويقول في منشوره الراعوي الأخير في” محبة الوطن” (8 كانون الأول 1930):” علينا أن نحبّ أبناء وطننا ونعيش معهم بسلام ووئام (…) فلنكرّم الأرض ونحبّ الأرض وندافع عن الأرض التي ضمّت رفاة موتانا الذين أعطونا حياتهم وجاهدوا من قبْلنا في الدفاع عن الوطن. (…) ألا تشعرون بأنّ أرض الوطن ولغة الوطن وتاريخ الوطن وحُماة الوطن، كلّ ذلك رابطةٌ بين الأحياء والأموات ؟”.” أما المسيحي فتدعوه فضيلة محبة الله إلى محبة وطنه، وتقضي عليه بأن يؤسس محبة الوطن على محبة الله. المسيحي لا يرى في الوطن البقعة من الأرض التي حرثها أجداده والتي سوف يتركها لورثته الذين يعتاشون منها فحسب، بل يرى فيها، فضلاً عما تقدم، أرضًا قسَمَها الله له، فلا يحتقرها دون أن يحتقر ما وهبه الله”.
وقال:”بعد ثماني سنوات من رسالة كن مسبَّحًا، أي في 4 تشرين الأول 2023، أصدر قداسة البابا فرنسيس إرشاده الرسولي « سبحوا الله »، يُجرى فيه تقييمًا شاملاً للمشاكل البيئية المطروحة، ومنها بنوعٍ خاص أزمة المناخ العالمية، النموذج التكنوقراطي المتنامي وضعف في السياسة الدولية، ويشير إلى نقاط التقدّم والإخفاقات الحاصلة. ويدعو إلى رفض الحلول التكنوقراطية وإلى تبنّي المسؤولية المشتركة. فيقدم الإطار الأخلاقي والروحي الضروري لإحداث التغيير مدركًا أهمية « رفض كلّ شكلٍ من أشكال الأنانية والانغماس في الذات”. ويقول في المقدمة:” مرّت ثماني سنوات منذ أن نشرت رسالتي العامة “كن مسبَّحًا”، “أردت بها أن أشارككم جميعًا، أيها الاخوة والأخوات على كوكبنا المعذّب، همومي العميقة في شأن العناية ببيتنا المشترك. ولكن، مع مرور الوقت، أدرك أن ردود الفعل ليست كافية، والعالم الذي يرحّب بنا ينهار ، وربما يقترب من نقطة النهاية. وما عدا هذا الاحتمال، لا شك أن تأثير التغيّر المناخي سيُلحق ضررًا متزايدًا بحياة أشخاص كثيرين وعائلات. وسنشعر بآثارها في مجالات الصحة ومصادر العمل والوصول إلى الموارد والإسكان والهجرة القسرية وغيرها من المجالات. إنها مشكلة اجتماعية عالمية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بكرامة الحياة الإنسانية. لذا إني أدعو كلّ واحدٍ منكم إلى السير في طريق المصالحة مع العالم الذي يرحّب بنا، وإلى تجميله، كلّ واحدٍ بمساهمته الخاصة، لأنّ التزامكم يتعلق بالكرامة الشخصية والقيم الكبرى”.
اضاف:” وجاء اليوم الدكتور جوشتروم كوريتادام ليضع بين أيدينا، وبالتعاون مع الخوري الدكتور جورج يرق ومكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية في بكركي، كتابه باللغة العربية ” الوصايا العشر الخضراء – من” كن مسبَّحًا” إلى” سبّحوا الله”. انه يحاول فيه أن يجمع الأفكار الرئيسية الرائدة من تعليم قداسة البابا فرنسيس حول العناية ببيتنا المشترك، ويبوّبها في وصايا عشر ، ويدعونا إلى تحمّل المسؤولية المشتركة” .
وقال:”قراءة هذا الكتاب، مع الرسالتين البابويتين، تدعونا جميعًا، نحن في لبنان مؤسسات الدولة والكنيسة والمجتمع، إلى التعاون كأدوات الله من أجل العناية بالخليقة. وتدعونا، أفرادًا وجماعات، إلى وقفة ضمير نعود من خلالها إلى ذواتنا ونعترف بأخطائنا وعيوبنا وإهمالنا ونتوب توبة من القلب تحفزنا على التحوّل من الداخل أولاً، ثم على المصالحة مع بعضنا البعض ومع الخليقة ثانيًا . فنتبنّى نمط حياة متناسق مع قيمنا المسيحية. وكم نحن في حاجة في لبنان إلى الصلاة والتفكير والتوبة لكي نتحمّل معًا المسؤولية في الحفاظ على بيئتنا ونواجه التحديات والتعديات على أرضنا التي كانت خضراء ونظيفة، إذ وصلنا إلى حدٍّ يهدّد طعامنا وماءنا وهواءنا. ونحن قادرون على ذلك، لأننا “لم نخسر بعد كل شيء في سبيل إصلاح الأضرار الناجمة عن ممارساتنا ضد خليفة الله”.
وختم خيرالله:”تعالوا نسير معًا بفرح ورجاء ونتّحد في تحمّل مسؤولية بيتنا المشترك الذي أوكله الله إلينا،” ولا ندع صراعاتنا وانشغالاتنا على هذا الكوكب تنتزع منا فرح الرجاء”.
فرح
اما الاخت فرح، فرأت ان “عالمنا اليومَ يتخبط بأزمات مختلفة، تهدد تماسكَه ووحدته، وحتى الحياةَ فيه”، وقالت:”مُنذُ المنتصفِ الثاني للقرنِ العشرين، يوجّهُ علماءُ المناخِ نداءاتٍ على المنابرِ العالميةِ ويصدرون التقاريرَ الواحدَ تلوَ الآخر، من دونِ أن تلقى هذه النداءاتُ آذاناً صاغيةً من قبلِ المسؤولين السياسين. لذا، أختارَ البابا فرنسيس منذ بدايةِ حبريّتِه وأعلنَ وجوبِ حمايةِ الخليقةِ وأمنا الأرض والإعتناءِ بالفقراء”.
واشارت الى ان” كتاب “الوصايا العشر الخضراء” من ” كن مسبحاً ” الى ” سبحوا الله ” يرسمُ بطريقةٍ جديدةٍ تأملاتِ البابا فرنسيس وكتاباتِه ومقالاتِه عن الإيكولوجيةِ الشاملة، يغذّيها الكاتب باختصاصهِ في علمِ الكوسمولوجية ويقرنُها باللاهوتِ الخلقي ثم يقدمُها للقارئ على شكلِ عشرِ وصايا”.
ولفتت الى ان “كتابُ الأب جوشتروم يدخلُ في ساحةِ التوعيةِ الخُلقيةِ والعلميّةِ والروحيِّة. ويسعى هو أيضاً، على مثالِ البابا فرنسيس، ليُعيدَ بناءَ ثقافةٍ بيئيةٍ جديدةٍ قائمةٍ على الإيمانِ والرجاءِ والمحبة”. وقالت:” الوصايا العشر الخضراء هي نهجٌ وقرارٌ وخلقية يدعوالكاتب من خلالها الى الإعتناءِ ببيتِنا المشتركِ المهدّد بالخطر، الإستماعِ الى صرخةِ الفقراء، اكتشافِ رؤيةٍ لاهوتيةٍ للعالم الطبيعي، ادراكِ أنَّ إساءةَ معاملةِ الخليقةِ هي خطيئةٌ بيئية، الإعترافِ بالجذورِ البشريةِ لأزمةِ بيتِنا المشترك، تطويرِ إيكولوجيةِ شاملةٍ، بالإضافة الى تعلّمِ طريقةٍ جديدةٍ للسكنِ في بيتنا المشترك وتعلّمِ المواطنةِ الإيكولوجية واعتناقِ روحانيةٍ إيكولوجية وتنميةِ الفضائلِ الإيكولوحية”.
واشارت الى ان رهبانية المحبة- البزنسون – بادرت بالإنضمامِ الى حركةِ ” لوداتوسي”، وهي تسعى معها، على الصعيدِ العالمي، لنشرِ روحانيةٍ إيكولوجيةٍ، تعيشُ بموجبِها مع الخلائقِ علاقةَ سلامٍ وتناغمٍ وتكامل”.
يرق
ثم تحدث الخوري يرق مستهلا مداخلته بشرح “قصة تعريب الكتاب التي إلى آخر أيلول 2023 حين سافرنا، مسؤولو مكتب راعوية الشبيبة في بكركي، إلى روما بدعوة من جماعة تيزِه Taizé، التي لها مع مكتبنا Bkerke Jeune علاقة خاصة منذ ما يقرب من اثنتَي عشرة سنة، للمشاركة في ليلة صلاة “معا Together” في ساحة القدّيس بطرس في الفاتيكان، تحضيراً لبدء سينودس 2023 عن السينودالية. حينها، التقينا ببعض المسؤولين عن دائرة تعزيز التنمية البشريّة الشاملة في الفاتيكان التي يرأسُها الكاردينال مايكل تشيرني Michael Czerny اليسوعي، ثمّ زرنا الأخت ميرنا فرح من راهبات القديسة جان أنتيد توريه والمعروفات في لبنان براهبات البزنسون، التي اختارَتها رهبنتها كي تكون مرجعيّتَها في مختبر لاوداتو سي Laudato Si العالمي، المعني بنشر تعليم البابا فرنسيس حول “العناية ببيتنا المشترك””.
أضاف: “حدَّثتنا الأخت ميرنا عن الأب جوشتروم اسحق كوريثادام Joshtrom Isaac Kureethadam الذي يعمل في وحدة “الإيكولوجيا والخليقة Écologie et Création” التابعة آنذاك لهذه الدائرة، وهو الآن مستشارها. عرضَت علينا كتاب The Ten Green Commandments الذي باشَروا بتعريبه، فإذا هي ترجمة أولى غير متناسقة، مفكّكة الأوصال. فعرَضنا عليها أن نراجع الترجمة ونقوم بالتدقيق في مصطلحاتها ومعانيها اللاهوتيّة. وكان الهدف أن تكون الطبعة العربيّة جاهزةً قبل نهاية تشرين الثاني 2023 كي تكون هديّة البابا فرنسيس للمشاركين في مؤتمر المناخ العالمي في دبي COP 28″.
وتابع: “وفي حوالي الشهرين فقط، كان على مكتب راعوية الشبيبة في بكركي أن يعيد النظر في الترجمة والتدقيق والإخراج والطبع. وصلَت النسخة الأولى من الكتاب العربيّ في حقيبة السفارة البابويّة الدبلوماسيّة في لبنان، في اليوم الذي ألغى البابا زيارته للمؤتمر لأسباب صحّية كما بات معلوماً. هذا لم يمنع من أن يُشحنَ الكتاب إلى الإمارات العربيّة المتّحدة ويوزع في ذلك المؤتمر. وإضافة لتغطيته نفقات الطباعة، تفضل الأب كوريثادام بإعطاء مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية المارونية في بكركي حقوق الطبع والنشر في العالم العربي”.
وأشار إلى أن “محاولة التعريب والتدقيق السريعة التي قمنا بها لا تخلو من العثرات طبعا، ولا سيما عثرة أساسية تمثلت في صعوبة التوفيق مع التعريب الرسمي للفاتيكان”، متحدثا عن “التمييز بين مصطلحي البيئة والإيكولوجيا كمثل، فالبيئة هي النظام النباتي، والحيواني، وعناصر المناخ، والتربة إلخ…التي تؤلف ما يمكن جمعه في مصطلح “الطبيعة” مثلا، أو النظام الطبيعي، بينما الإيكولوجيا تطال الإنسان في علاقته مع البيئة ومع الله ومع الآخرين ومع ذاته، ما هو أوسع بكثير في حقله المعجميّ من البيئة. فالإيكوس oikos أو المنزل أوسع من الفيزيس physis أو الطبيعة. ومن ذلك نستنتج خيطاً مهمّاً في الروحانيّة الجديدة التي يدعونا البابا إليها في الوصيّة العاشرة : ففي هذه الروحانيّة الإيكولوجية كما يسميها، الخلق هو منزل oikos الله، وغني عن القول أنه ليس من طبيعة physis الله، وإلّا وقَعنا في الحلوليّة pantheism. ويمكننا هنا الإشارة إلى التمييز بين panteism أي وحدة الجوهر أو وحدة الوجود والذي يعني أنّ الطبيعة والله هما من نفس الجوهر، وبمعنى آخر أن الطبيعة هي الله، وبين المصطلح القريب panenteism والذي يعني أن “ألله هو في كلّ شيء” دون أن يكون هوَ هذا الشيء”.
وتوقف الخوري يرق طويلا عند جدة الكتاب خاتما بأن “هذا التفكير الإيكولوجي الشامل ليس غريبا عن روحانيّتنا المارونية التي، والكلام أيضا لبطريركنا الراعي، تستشفع الطوباوي الأخ إسطفان، الراهب اللبناني الماروني الذي قضى حياته يعمل في الأرض، وكلّه يقين أن “الله يراني” في كل مكان، [عسى] أن يساعدنا على أن نحفظ للأجيال القادمة هذه البيئة التي تعطرت بعرق جبين القديسين، وهذا الوطن الذي نهض من أيدي أسلافنا التي اخشوشنت من العمل في وادينا المقدس وسهولنا الخصبة، وهذا الشرق الذي تشرق منه شمس المناخ المعتدل ويحيط به بحر التوسط الأخلاقي”.
ابو كسم
وفي ختام الندوة توجه المونسنيور ابو كسم الى المسؤولين في لبنان ودعاهم الى احترام البيئة والطبيعة، كما دعا إلى عقد ندوات مشتركة بين الكنيسة ووزارة البيئة والجمعيات التي تختص بحماية البيئة لمناقشة هذه الوصايا العشرة للإفادة منها من أجل تحصين البيئة في لبنان.