ابراهيم ترأس قداسا في عيد مار الياس في زحلة

احتفل رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بقداس عيد مار الياس في كنيسة دير مار الياس الطوق في زحلة، بمشاركة النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، خادم الرعية الأب المدبر ديمتري فياض والأبوين جاورجيوس شبوع وفادي الراعي. وخدمت القداس جوقة وتر بقيادة فادي نحاس، بحضور النائب الياس اسطفان، مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود وعدد كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس القى ابراهيم عظة توجه فيها بالمعايدة الى كل من يحتفل بعيد النبي ايليا، وتحدث عن صفاته وقال: “نجتمع اليوم بمناسبة عيد النبي مار الياس، هذا النبي العظيم الذي كان مثالاً للشجاعة والتفاني في الدفاع عن الحق والعدل. إننا في هذه الأيام بحاجة ماسة إلى أمثاله ليقفوا في وجه الفساد والظلم، وليكونوا صوت الحق في وطننا الحبيب لبنان، الذي يعاني من ويلات الفساد والاستبداد. عاش مار الياس في زمن كانت فيه الحالة الدينية لبني إسرائيل سيئة جداً. كان الملك “أحاب” وزوجته “إيزابيل” يجلسان على العرش، وكانا قد تسببا في نشر عبادة الأصنام، وعلى رأسها الإله “البعل ملكار”، وتركوا عبادة الإله الحقيقي. لقد فرضت “إيزابيل” الشريرة عبادة الأصنام بقوة، وأفسدت الشعب حتى استفحل الشر بينهم”.
أضاف: “في هذا الجو الموبوء الجهنمي، جاءت كلمة الرب إلى نبيه إيليا: “قم انزل فقد استفحل الشر بين أبناء شعبي إسرائيل بسبب أحاب الشرير وإيزابيل الملعونة وأنا أدرّعك بقوة طائشة”. وهكذا قام إيليا النبي، مدججاً بقوة الرب، ووقف في وجه الشر والفساد، ودعا الناس للعودة إلى عبادة الإله الحقيقي. نحن اليوم في لبنان نعيش وضعاً مشابهاً. الفساد استشرى بين المسؤولين، والظلم أصبح واقعاً يومياً يعاني منه الشعب. كم نحن بحاجة إلى قوة طائشة مثل قوة مار الياس، لنهب للدفاع عن الحق، ولتصحيح ما اعوج من حال هذا البلد”.
وتابع: “لبنان بحاجة إلى رجال ونساء يؤمنون بالحق والعدل، يقفون بشجاعة في وجه الظلم والفساد. نحن بحاجة إلى قوة إيمان مثل إيمان مار الياس، لتكون لنا القدرة على مواجهة التحديات والصعاب، ولنعمل معاً من أجل بناء مستقبل أفضل لوطننا.”
وعن اهمية دير مار الياس الطوق قال: “في هذه المناسبة لا يمكن أن نغفل عن أهمية دير مار الياس الطوق في زحلة، هذا الدير الذي كان ولا يزال منارة للروحانية والعلم والعمل الاجتماعي. إن الرهبان الشويرين الذين خدموا في هذا الدير على مر تاريخ هذه المدينة، كانوا مثالاً للتفاني والعطاء. لقد أسهموا بشكل كبير في نشر التعليم، وتعزيز القيم الروحية، وتقديم الخدمات الاجتماعية لأبناء المنطقة. كان دير مار الياس الطوق مركزاً للنور والإيمان، وملاذاً لكل من يسعى للسلام الداخلي والتقرب من الله. لنستلهم من مار الياس الشجاعة والتفاني في الدفاع عن الحق، ولنكن نحن أيضاً أدوات في يد الرب لإحقاق الحق والعدل في لبنان. ولنصلي معاً طالبين من الرب أن يمنحنا القوة والشجاعة لنكون شهوداً للحقيقة، وأن يبارك وطننا لبنان ويحفظه من كل شر.”
وختم: “أود أن أعايد كل من يحمل اسم إيليا من أبناء الرعية، وأتمنى لهم عيداً مباركاً مليئاً بالنعمة والبركات، وأن يكون مار الياس شفيعهم ومرشدهم في حياتهم اليومية. كل عيد وأنتم بألف خير.”