إيرلندا: استقبال المهاجرين ولا الخوف منهم

في يوم الأحد في 13 تشرين الأوّل، نشر مجلس الأساقفة الإيرلنديين رسالة رعوية حول الهجرة. إنها المرة الأولى التي يكتب فيها الأساقفة الأيرلنديون مثل هذه الوثيقة حول هذا الموضوع، لذلك تمت قراءتها في كل أبرشية في جميع أنحاء البلاد خلال قداس الأحد. يأتي هذا النداء الذي يحمل عنوان “100 ألف ترحيب”، للتشديد على كرامة المهاجرين والترحيب بهم، في لحظة حساسة بالنسبة إلى البلاد، لأنّ “الأصوات الخائفة والغاضبة تدعونا إلى إغلاق حدودنا وقلوبنا في وجه الوافدين الجدد، وهذا يناقض تفكير الشعب الإيرلندي الذي لا يسعه أبدًا القيام بذلك”. “إيماننا الكاثوليكي هو إيمان المهاجرين” تواجه تقاليد الضيافة الإيرلندية تحديات بسبب زيادة الهجرة، ممّا سلط الضوء على القضايا المجتمعية طويلة الأمد، مثل الإسكان ونقص الخدمات الاجتماعية والخدمات الصحية. وفقًا للإحصاءات التي يعود تاريخها إلى كانون الثاني 2024، يعتقد حوالي 66% من الشعب الأيرلندي أنّ البلاد رحبت بعدد كبير جدًا من المهاجرين. في رسالتهم، يحثّ الأساقفة الشعب الإيرلندي على الاستمرار في الترحيب بالوافدين الجدد، سواء أولئك الذين لديهم مواهب ليقدموها، إنما أيضًا أولئك الذين يحتاجون إلى الدعم. وكتبوا إلى الكاثوليك في البلاد، مطالبينهم بإنشاء أبرشيات ومجتمعات للضيافة حيث ينتمي الناس حقًا: “إنّ الإيمان بقدسية الحياة ووصية محبة القريب يدعونا إلى الاعتناء بالجميع، أيًا كان أصلهم”. الانفتاح والضيافة، تقليد إيرلندي “إننا نوجه هذا النداء لأنّ طريق الإنجيل لا يؤدي إلى الخوف، بل إلى الاستقبال. إنّ عقيدتنا الكاثوليكية هي عقيدة المهاجرين”، في إشارة إلى القديس باتريك، مهاجر وعبد سابق. من ناحية أخرى، “يواصل البابا فرنسيس، ابن المهاجرين، بالتأكيد على الطبيعة المقدسة لرحلة المهاجرين، مذكراً إيّانا بأنّ الترحيب بالمهاجرين هو ترحيب بالمسيح”. ولهذا السبب، يشجّع الأساقفة بقوة مواطنيهم على تبنّي “ثقافة اللقاء” التي تتجاوز مجرّد التسامح. ويؤكدون أيضًا أنّ الاقتصاد الإيرلنديّ يعتمد على أشخاص يعملون في مختلف المجالات، بما في ذلك الضيافة والتعليم والصحة. ثمّ أوضح رئيس الأساقفة أنّ الحياة المسيحية هي دعوة للرحمة والمحبة وخدمة الأشخاص المهمَّشين. وخلُص إلى القول: “من خلال القيام بذلك، فإننا نحقق دورنا المشترك كشعب مهاجر حاج، ونواصل التقليد الأيرلندي المتمثّل في الانفتاح واللّقاء والضيافة، ونشهد لمحبّة الله الأبدية”.