ترأّس البطريرك يوسف العبسي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك حفل إطلاق احتفالات وفعاليّات الشبيبة لعام 2024 وتدشين بيت القدّيسة حنّة للشبيبة في المقرّ البطريركيّ في الربوة بحضور رعاة أبرشيّات ومطارنة ورؤساء عامّين وممثّلين عن الأخويّات الرهبانيّة ومرشدي الشبيبة في الكنائس والرعايا.
ألقى الأرشمندريت غريغوار ساسين، مسؤول الشبيبة كلمة أبرز ما جاء فيها :
“نحن الشبيبة في لبنان وفي الشرق الأوسط عندنا
دعوة صعبة ومغامرة أصعب؛ دعوة لنحمل الآلام بصبر وإيمان؛ دعوة لنعيش القيامة لنكسر قيود الجحيم، لنفجّر النور بالروح القدس الساكن فينا؛ دعوة لنقلب الواقع أينما كنّا ولنغيّر حيثما حللنا؛ دعوة لنكون السبّاقين لنعيش الحبّ ونتقاسمه مع كلّ أحد؛ دعوة لنتشارك فرح الرجاء وحبّ المسيح.
أضاف الأرشمندريت ساسين: ولا مرّة منذ ألفي سنة كانت منطقتنا بسلام، واليوم، من دون شكّ، نعيش في عالم على مفترق طرق. إنّهم يغيّرون في كلّ مبدأ ويدغدغون آذان الشباب بكلمات منمّقة، تسرق منهم ما زرعناه.”
وتابع: “نحن اليوم في عالم أمسى فيه الإيمانُ وجهةَ نظر، أو فلسفة وفيه حربٌ كبيرة على اسم يسوع، تحت أسماء وشعارات جذّابة وصور لذيذة للعقل تخدع الشبيبة …
أمّا كلمة البطريرك يوسف العبسيّ فبدأها بهتاف: “المسيح قام! حقًّا قام”!
“بهذه الكلمات المقدّسة التي تنبض بالرجاء والفرح والمحبّة أحيّيكم وأرحّب بكم أيّها الأبناء والبنات الأحبّاء، في بيتكم، بيتِ الشبيبة، في هذا اليوم حيث نلتقي في ذكرى انقضاء ثلاثمئة عامٍ على استعادة كنيستنا الشركةَ مع الكرسي الرسوليّ الرومانيّ…”
“لهذه الذكرى اختارت لجنة رسالة الشبيبة الملكيّةِ شعارًا من كلام القدّيس يوحنّا الرسول في رسالته الأولى، اختارت عبارة “قد عرفناه”، مُريدة بهذا الشعار أن تتجدّد وأن تجدّد شبيبتنا بتجديد معرفتها للربّ يسوع الطريقِ والحقّ والحياة. كيف يحصل ذلك؟ يردف الرسول يوحنّا يقول: “إن حفظنا وصاياه”، وصايا يسوع. لذلك تدعوكم الكنيسة التي ترى شبابها فيكم إلى أن نتجدّد بحياة مخلّصنا وأن نكون أمناء أوفياء لوصاياه التي لا تَشيخ، والتي تُشدّدنا في دروب العالم الصعبة والتي إذا ما حفظناها نبرهن عن محبّتنا للربّ يسوع كما علّمنا هو نفسه”.
“أيها الشبّان والشابّات، في عزّ الأزمات التي تضرب منطقتنا وبخاصة البلدان التي تتواجد فيها كنيستنا…كان نداؤكم لنا…أن تتعمّقوا في سرّ المسيح، أن تتلاقوا لتعملوا معًا في سبيل خير الوطن والكنيسة والإنسان. لأجل ذلك اختارت لجنة رسالة الشبيبة الملكيّة أن تكون رسالتها، معكم ولكم خلال سنة 2024…عبر أربعة أنشطة استعرضتها اللجنة…وإنّي لفخورٌ بأن أطلقها اليوم طالبًا أن نعيشها معًا بملئها ككنيسة شابّة، هي:
1 – دوراتٌ متخصّصة في التنشئة على القيادة، بالتعاون مع أكاديميّة القيادة والإدارة بإدارة ريمون خوري، من أجل تنمية روح القيادة والتدرّبِ على التخطيط وخلقِ مشاريعِ عمل…
2 – دورةُ تنشئة روحيّة-بيبليّة-تاريخيّة، بالتعاون مع معهد اللوغوس، بإدارة المطران جوزف نفّاع….تتضمّن مواضيع مختارة هي مطلب أغلب الشبيبة… لعلّها تُروي ظمأكم جميعًا وتعمّق معرفتكم في المسيح. لا تُبنى الهوّية بعيدًا عن المسيح ولا تُصقل في غيابه.”
وهنا بارك البطريرك العبسيّ توقيع مذكّرة التعاون بين لجنة رسالة الشبيبة الملكيّة ومعهد اللوغوس وهو توقيعٌ يكرّس التعاون الصادق بين الكنائس ويعمّق ثمار العمل في المحبّة لتطوير عمل البشارة بطريقة عصريّة تصل إلى كلّ راغب من دون حواجز تحول دون أن يتابعها الكثيرون.
3- يومُ الشبيبة الملكيُّ في الأبرشيّات تحتفل به كلّ أبرشياتنا حول العالم، هدفه أن نلتقي، نصغيَ، نسيرَ على خطوات آبائنا، نجدّدَ الشركة في ما بيننا…ونكتشف كنوزًا لا تقدَّر بثمن…
4- سينودسُ الشبيبة الملكيّة العالميّ (27تموز-4 آب) المنويّ عقده في المقرّ البطريركيّ في الربوة. سيكون محطّة هامّة في مسيرة تجديد عمل الحركات الشبابيّة في كنيستنا…سيكون برنامج هذا السينودس الشبابيّ العملَ على وضع آليّات التنفيذ التطبيقيّة لبنود الخطّة والانطلاق بخطى ثابتة بحيث نجعل كنيستنا أكثر نضارة وأكثر شبابًا….
5- أخيرًا وليس آخرًا، بعد …أن أُجبرنا على نقل الإكليريكيّة إلى دير الآباء البولسيّين في حريصا… خصّصنا قسمًا من بناء الإكليريكيّة في البطريركيّة إلى بيت للشبيبة يؤمّونه للصلاة، وللإصغاء إلى صوت الروح القدس، ولعيش الخبرات، وعقد رياضاتهم الروحيّة ومؤتمراتهم الشبابيّة، ولرسم مستقبل أفضل وحلم أجمل وربّما لجعل المستحيل ممكنًا، بحيث تتفتّح دعوتهم ويشتدّ انتماؤهم ويقوى عملهم.
وفي الختام، شكر البطريرك الشبيبة الحاضرة وأعضاء لجنة رسالة الشبيبة الملكيّة على عملهم المثابر، والمحبّين للشبيبة والداعمين لهم، وأعلن افتتاح “بيت القدّيسة حنّة” للشبيبة.