يستعدّ البابا فرنسيس لنشر إرشاد رسولي جديد حول قلب يسوع الأقدس، كما تمّ الكشف عن ذلك أثناء مجلس أساقفة الإسبان وقد جاء هذا الإعلان بعد لقاء خاص مع البابا يوم الجمعة 31 أيار في الفاتيكان. وبما أنّ عيد قلب يسوع يصادف يوم الجمعة 7 حزيران 2024، فمن المتوقّع أن يتمّ إصدار الوثيقة في الأسبوع الأوّل من شهر حزيران. الإطار التاريخي للوثائق البابوية حول قلب يسوع الأقدس: لطالما كانت عبادة قلب يسوع الأقدس جانبًا مهمًا من الروحانية الكاثوليكية وقد أكّد عليه الكثير من الباباوات عبر التاريخ وحملت هذه الوثائق البابوية رؤى لاهوتية ونصائح روحية للمؤمنين. في العام 1889، أصدر البابا لاوون الثالث عشر رسالة عامة مكرّسًا العالم كلّه لقلب يسوع الأقدس وقد شدّدت على أنّ التفاني هو ضروري لتعزيز الإيمان والمحبة بين المؤمنين. شدد البابا لاوون الثالث عشر وقتئذٍ على أنّ القلب الأقدس هو رمز محبة المسيح اللامحدودة ومصدر نعمة ورحمة للبشرية. اعتبر التكريس العالمي كعمل مهمّ لمواجهة التحديات الروحية في تلك الفترة وتجديد الحياة المسيحية. في العام 1928، تطرّق البابا بيوس الحادي عشر إلى موضوع التعويض لقلب يسوع الأقدس مشدّدًا على ضرورة أن يقوم المؤمنون بأعمال تعويض عن خطايا البشرية التي جرحت قلب المسيح جرحًا كبيرًا. وأضاف البابا بيوس الحادي عشر بأنّ التكريس لقلب يسوع الأقدس ليس تعبيرًا عن المحبة والامتنان فحسب بل هو وسيلة للمشاركة بشكل فعّال في الفداء من خلال أعمال التوبة والتعويض. إنّ هذه الرسالة العامة هي دعوة لمحاربة العلمانية والابتعاد عن الإيمان من خلال تكريس أعمق وأكثر التزامًا. أما في العام 1956 فنشر البابا بيوس الثاني عشر تأملاً عميقًا لاهوتيًا حول قلب يسوع الأقدس باعتباره الرمز النهائي لمحبة المسيح الفدائية للبشرية. يشرح هذا الإرشاد الرسولي كيف أنّ التكريس متجذّر في الكتاب المقدس وفي تقليد الكنيسة، ويشجع المؤمنين على ممارسته بحماس وثبات. اعتبر البابا بيّوس الثاني عشر هذه العبادة كمصدر للتجديد الروحي والقوة لمواجهة تحديات العالم الحديث. من المتوقّع أن تركّز الرسالة التي سيصدرها البابا فرنسيس على التقليد الغني من خلال اقتراح تأمّلات ونصائح معاصرة حول تكريم قلب يسوع الأقدس.