أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع أسقف ليوبولي للاتين في أوكرانيا المطران Mieczyslaw Mokrzycki عبر خلالها هذا الأخير عن امتنانه للأشخاص الذين قدموا إسهامهم لصالح السلام من خلال الصلاة وتضامنوا مع ضحايا الحرب، مؤكدا أن المؤمنين الكاثوليك الأوكرانيين يشعرون بقرب الكنيسة الجامعة منهم، وأضاف: إننا ممتنون جداً للبابا فرنسيس الذي كان وما يزال قريباً منا.
الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية، المتواجدة غالباً في الغرب الأوكراني، تُعتبر أقلية في المنطقة ويتراوح عدد أتباعها بين سبعمائة ألف ومليون مؤمن. يرعى شؤون هذه الكنيسة أسقف ليوبولي المطران Mokrzycki وهو بولندي الجنسية، وقد عُين في هذا المنصب في عام ٢٠٠٧، وهو ملتزم اليوم في مساعدة الشعب الأوكراني الذي يعاني من نتائج حرب دامية اندلعت في أعقاب الغزو الروسي في شباط فبراير من العام الماضي.
استهل سيادته حديثه لموقعنا الإلكتروني لافتا إلى أن الكنيسة اللاتينية، ومنذ بداية الصراع، حثّت مؤمنيها على الصلاة من أجل السلام وارتداد روسيا وأوكرانيا، وهذا ما طلبته عذراء فاطمة. وأضاف أنه دعا أبناء الأبرشية إلى التردد على الكنيسة، وممارسة الصوم وطلب الرحمة من الرب، لأن ثمة حاجة كبيرة لها، لافتا إلى أن المواطنين ينتظرون السلام منذ فترة طويلة، وإزاء الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، شجعت الكنيسة اللاتينية كهنتها ورهبانها وراهباتها على المكوث إلى جانب الأشخاص الذين يواجهون صعوبات، لاسيما من فقدوا أحباءهم، ومن دُمرت بيوتهم في الحرب. وأشار في هذا السياق إلى أن الكنيسة استضافت أعداداً كبيرة من النازحين في مراكزها الرعوية وكلها ثقة وأمل بأن الله قادر على صنع المعجزات، خصوصا وأن الجميع سئموا من الحرب التي تحمل الألم وانعدام الأمن والفقر.
بعدها أكد أسقف ليوبولي أن المؤمنين الكاثوليك اللاتين في أوكرانيا يشعرون بدعم الكنيسة الجامعة لهم، وأضاف قائلا: إننا ممتنون جداً للبابا فرنسيس الذي عبر عن قربه منا منذ البداية، وهو يصلي يومياً على نية السلام في أوكرانيا الذي يتحدث عنه أيام الآحاد والأربعاء (بعد تلاوة التبشير الملائكي والمقابلة العامة مع المؤمنين) ويدعو الكاثوليك وغير الكاثوليك على حد سواء إلى الصلاة على هذه النية. وعبر سيادته أيضا عن امتنانه لجميع الكنائس الشقيقة، لا في أوروبا وحسب، على التضامن والمساعدات الاقتصادية والإنسانية وأيضا على الزيارات العديدة التي قام بها أساقفة إلى أوكرانيا، حيث تنشط اليوم منظمات عدة كاثوليكية ومدنية.
تابع سيادته مذكرا بأن عذراء فاطمة طلبت من المؤمنين أن يصلوا على نية السلام ومن أجل ارتداد روسيا، لأن الشرّ يتأتى من أشخاص لا يحترمون الشرائع الإلهية، لا يحترمون الوصايا. وأكد سيادته أن الله لا يخوض الحروب لأنه محبة، فالحروب يخوضها أشخاص خلت قلوبهم من السلام، من هذا المنطلق لا بد أن نتبهل رحمة الله كي يغفر ضعفنا وابتعادنا عن الكنيسة وعن الشريعة الإلهية. وشدد على ضرورة أن نعود للطريق التي يدلنا إليها الله لأن وصيته وسلوكنا الحسن يحملان دائماً السلام إلى هذا العالم.
في ختام حديثه شاء أسقف أبرشية ليوبولي أن يشيد بالدور الذي تلعبه كنيسة روسيا اللاتينية، لافتا إلى أن رئيس أساقفة موسكو أكد أنه يصلي على نية السلام وأدان علنا وبوضوح الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا وكانت له شجاعة القول إن تلك الحرب ليست محقة.