إحتفل إقليم كاريتاس – البقاع الاوسط بالقداس السنوي في كنيسة سيدة البشارة – شتورة. ترأس الذبيحة الإلهية راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزيف معوض، عاونه رئيس رابطة كاريتاس لبنان الأب ميشال عبود، منسق الأقاليم جهاز الأقاليم في الرابطة الأب رولان مراد والمرشد الروحي للاقليم وخادم الرعية الخوري طوني صقر .
حضر القداس وزير الصناعة في حكومة تصريف الاعمال جورج بوشيكيان، الوزير السابق إيلي ماروني، رئيس بلدية شتورة نقولا أبي عاصي وعقيلته، رئيس إقليم كاريتاس زحلة فادي سابا، رئيس إقليم البقاع الاوسط الشيخ غسان نصار، وأعضاء مكتب الإقليم والشبيبة.
كما حضر ممثلون عن مجلس إدارة الرابطة نائب الرئيس الدكتور نيقولا الحجار، أمين المال العام نديم نادر، المدير التنفيذي جيلبير زوين، بالاضافة الى فاعليات مدنية وعسكرية، مخاتير المنطقة، وممثلون عن جمعيات محلية، وحشد من المؤمنين. خدم القداس جوقة الرعية .
المطران معوض
بعد الإنجيل، ألقى المطران معوض عظة تحدث فيها عن “المحبة والمصالحة والمساعدة التي تجديها رسالة كاريتاس” وقال: “نجتمع هذا الأحد لتقديم الذبيحة الإلهية من أجل كاريتاس لبنان بدعوة من إقليم كاريتاس البقاع الاوسط، هذه المؤسسة التي تعمل بفاعلية وتقوم بنشاطات كبيرة وكثيرة لخدمة المحتاجين في لبنان رغم كل الصعوبات.
مع كل هذه الصعوبات يؤكد الاب ميشال عبود أن كاريتاس ليست لوحدها لأن العناية الإلهية معها وتساعده للقيام بالمساعدة على أكمل وجه.”
وأردف: “إن حضور مسؤولي كاريتاس معنا اليوم هو تشجيع لإقليم البقاع الأوسط وحافز لنا لدعم هذه المؤسسة لأنه بقدر ما ندعمها تصبح قادرة على دعم الآخرين لأن كاريتاس تشهد للمحبة التي طلبها منا يسوع في إنجيل اليوم حيث قال أحبوا بعضكم بعضا كما انا احببتكم هذه الوصية التي نرددها في كل الظروف لا تطلب فقط معاملة الآخرين بلطف بل تتطلب محبة كما محبة المسيح وهذا يحتاج إلى نعمة الروح القدس الذي اخذناه في المعمودية، وهو يعطينا القوة بأن نحب كما احبنا المسيح لأن ذلك مستحيل بقدرة الإنسان الشخصية، أن لدى محبة المسيح ميزات كثيرة منها التضحية، التضامن والأهم الغفران مع المصالحة، فالمحبة تتطلب تضحية والمسيح ضحى بنفسه من أجل الآخرين، لكن المهم أن المسيح هو الاقنوم الثاني المساوي للآب الجوهر الذي يعيش بالمجد السماوي، هو الاله القدوس المنزّه عن كل عيب. هو الذي قبل بأن يتجسد ويموت على الصليب ويتألم كرمى للآخرين من أجل البشر وكل ذلك لأنه يحبهم، فإذا كانا نريد أن نحب من أجل المسيح فعلينا أن نكون مستعدين للتضحية من أجل الآخرين ولو لم نأخذ أي شيء من هذه التضحية وهذا ما نسميه التضحية المجانية وهذا ما يطلبه المسيح منا، إلى ذلك عليها أن تكون محبة متضامنة مع الآخرين، لأن المسيح تضامن مع الأشخاص المعوزين ومع المتألمين وقد شفى المرضى وقدم الطعام للجائعين ومع المحتاجين حيث قال أن كل ما تقومون به من أجل المحتاج تقومون به من أجلي، وهذا ما عاشته الكنيسة الأولى لأن المسيحيين كان لديهم صندوق مشترك يضعون به كل ما يملكون ويأخذ كل شخص ما يحتاج إليه ولم يكن بينهم محتاجا فبقدر ما تحب الرعية كما أحب المسيح بقدر ما ينقص عدد المحتاجين .”
أضاف: “وهنا لا بد من القول أن الكنيسة مدعوة أن تعيش هذه المحبة في كل عصر لأن هذه المحبة هي من صلب رسالة الكنيسة ويذكرنا بها البابا بندكتوس السادس عشر في إحدى رسائله التي تحمل عنوان “الله محبة” عندما يقول: الكنيسة ليست من تعلم أو تحتفل وتحتفل بالإفراج، لكنها تلك التي تعيش المحبة وتتضامن مع الفقير وتساعده .”
وقال :”الكنيسة اليوم تساعد الفقير بعدة وسائل لكن بصورة خاصة عن طريق الأوقاف لأن لديهم أربعة أهداف، الرسالة، الصيانة، خدمة الرعية والفقراء ، والكنيسة في لبنان تساعد الفقير وتعيش هذه التجربة من خلال كاريتاس التي تشكل جهاز الكنيسة الاجتماعي. لهذا بقدر ما ندعم كاريتاس تكون قادرة عل دعم الآخرين وهذه مناسبة لدعمها لأنه من خلالها نعيش المحبة التي طلبها منها السيد المسيح ، كما أنها المحبة التي تقدم الغفران والمصالحة. لقد عبّر المسيح على الصليب لمن صلبه رغم كل الآمه القاسية وأتم المصالحة بين الله والبشر بصليبه علمنا الغفران والمصالحة.”
وبعدما قدم المطران معوض أحد الأمثلة من العهد الجديد عن الغفران والمصالحة، ذكر بما تطلبه صلاة “الابانا” التي تقول: “اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن نغفر لمن أساء الينا”، لأن الغفرانين مترابطان. وأمام ذلك صعوبتان: الأولى أن أحد الأشخاص يقول اني احاول أن اغفر لكن الشخص الآخر جرحني في العمق هذا الشخص مدعو لأن يتذكر يسوع المسيح الذي غفر من على الصليب ويطلب منه المساعدة ليكون قادرا على الغفران لأننا لا نستطيع أن نعيش الإيمان المسيحي بقدرتنا، يجب أن يكون لدينا التواضع الكافي لنطلب من المسيح المساعدة لنعيش ما يطلبه من غفران والمصالحة، الثانية هي رفض الآخر، وهنا علينا أن نطلب من المسيح مساعدة الطرفين لنحقق هذه المصالحة.”
نصار
في ختام القداس، ألقى رئيس الاقليم غسان نصّار كلمة قال فيها: “كاريتاس لبنان صورة ورمز الشفافية والمحبة مصحوبة بالعمل الجاد، عمل متكامل من اجل الإنسان والانسانية، نهل من الكتاب المقدس وفقاً لتعاليم الكنيسة.
تعمل كاريتاس لبنان على توفير التنمية الاقتصادية وسبل العيش والرعاية الصحية والاجتماعية والثقافية وخدمة على مساحة الوطن دون حدود والتدخل في الحالات الطارئة. نعم نحن ابناء الرجاء ننظر إلى الكنيسة بكل احترام وتقدير. نتوجه بالتحية إلى غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بفخر ٍ واعتزاز من أجل النضال والجهاد والمقاومة على مدى اكثر من ١٦٠٠ عام. لذلك، بكركي مجد لبنان اعطي لها”.
وحيا نصار المشرف العام على اعمال رابطة كاريتاس لبنان المطران أنطوان بو نجم، وراعي هذا القداس الاحتفالي المطران جوزاف معوض. كذلك حيا الأب عبود على تواضعه وعمله، والعمل الدائم للمنسق العام للرابطة الاب رولان مراد .
وقال: “لن ننسى لا بل نعلم ان جميع البشر لهم اصل مشترك: لقد خلقوا على صورة الله ومثاله. نتضامن مع الجميع من دون أي تمييز عرقي او ديني.
انها تعاليم السيد المسيح المعلم وخبز الحياة .
نتوجه بالصلاة الى السماء ونطلب من ربنا والهنا يسوع المسيح السلام على مساحة الوطن وخاصة الجنوب العزيز وعلى ارض فلسطين من حيث أتى نور العالم الفادي والمخلص. اخيراً، نطلب من الله ان تبقى الشبيبة مستقبل وأمل لبنان على أرض الرسالة لإكمال المسيرة. نعم انها أرض الرسالة كما وصفها البابا القديس يوحنا بولس الثاني.
اخيراً نطلب من الله ان تبقى الشبيبة مستقبل وامل لبنان على ارض الرسالة لإكمال المسيرة
نعم انها آرض الرسآلة كما وصفها البابا القديس يوحنا بولس الثاني”.
عبود
ثم وجّه رئيس رابطة كاريتاس لبنان تحية شكر لصاحب السيادة ولرئيس الاقليم والاعضاء ولكل المحسنين، وقال: “بفضل الله، استطعنا ان نعبر سوية الازمة في السنوات الماضية، ونحن نعلم ان الله لم يترك شعبه، ونؤمن انه لن يتركنا في المستقبل.”
وبهذه المناسبة كرّمت كاريتاس ، رئيس اقليم البقاع الاوسط الاسبق سامي الياس طانوس الجزاقة، الذي واكب الرابطة منذ التأسيس. وخدم الاقليم لمدة ١٨ عاماً.
بعد القداس اجتمع الحاضرون على لقمة محبة.