استقبل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، رئيس مستشفى تل شيحا، المطران ابراهيم مخايل ابراهيم وفداً من الهيأة الإدارية ورؤساء الأقسام في المستشفى يتقدمهم المدير العام الدكتور مروان خاطر، لتقديم التهاني بالأعياد المباركة.
وضع الدكتور خاطر سيادته في اجواء سير العمل في المستشفى وقدّم اليه مسودّة برنامج تعاون مع مؤسسة دولية سيوقع قريباً له مفاعيل إيجابية تُحدِثُ تقدماً كبيراً في مستشفى تل شيحا.
وقدّم الدكتور مروان خاطر باسم اسرة مستشفى تل شيحا هدية الى المطران ابراهيم، ايقونة السيدة العذراء (انغولبيون) عربون شكر وتقدير واحترام.
المطران ابراهيم شكر الوفد على الزيارة وكانت له كلمة في المناسبة جاء فيها:
” اهلاً وسهلاً بكم، المدير المحبوب الدكتور مروان خاطر، الهيأة الإدارية في مستشفى تل شيحا ورؤساء الأقسام.
أقدِّرُ كثيراً مجيئكم اليوم في هذا الطقس العاصف، وان شاء الله كل جهودكم مثمرة لأن زحلة تستأهل مستشفى مهماً يكون في خدمة ابنائها ويهتم بهم بنوع خاص وبأبناء المنطقة، وان يصبح مع الوقت مستشفىً جامعياً. المستشفى غالٍ جداً على قلوب الزحليين واستغرق حربين عالميتين لكي يكتمل بناؤه. بدأ العمل عام 1906 ودشنت عام 1948.”
واضاف” هذا المستشفى يعني كثيراً لأهل زحلة والبقاع، وكلما ارتفع مستواه كلما كانت المدينة مطمئنة أكثر فأكثر من الناحية الصحية. عند قدومي من كندا كان المريض يخاف الدخول الى مستشفياتنا لأنه لم يكن هناك مكان يستطيع فيه الحصول على العناية اللازمة لبعض الحالات الا عند النزول الى مستشفيات بيروت.
علينا ان ننتهي من هذا الوضع، وان يصبح لديناً اماناً في التعاطي مع مستشفياتنا البقاعية، وبنوع خاص مسؤوليتنا نحن هو مستشفى تل شيحا وتطويره، وكما سمعتم من الدكتور مروان عن البرنامج الخاص المطروح. هذا مشروع تربوي صحي بامتياز، يساعدنا في رفع مستوى العناية الطبية ومستوى القائمين بهذه العناية، وعل سبيل المزاح، ومعظم المزاح مُتَعمَّد، انا أسميت تل شيحا “مستشفى الشكة الواحدة” لأنه عند اجرائي الفحوصات كانت الممرضة تسحب الدم من اول مرة، وهذا امر لم يحصل معي ابداً اثناء وجودي في كندا وأميركا، حيث كانوا يكررون المحاولات وتكثر “الشكات”. بالفعل لدينا العديد من الكفاءات سواء على صعيد الأطباء او الممرضات او على الصعيد الإداري وفي كل المجالات وهذا امر يُطمئِن الزحليين والبقاعيين. فعندما يقصدون تل شيحا، أصبح لديهم شعور بالأمان والاطمئنان بأنهم سيحصلون على الشفاء الناتج عن تضافر جهود بين كل العاملين في المستشفى ومن كل القطاعات وبنوع خاص القطاع الصحي اي الأطباء والممرضات، وكل قطاعات المستشفى اليوم تُرفع لها القبعة.”
وتابع سيادته” الأخبار التي تتداولها الناس عن اختبار وليس من باب المراقبة من بعيد، تلحظ الفارق الكبير والتقدم الحاصل في المستشفى مما جعله مصدر امان. كان لدينا الكثير من نقاط الضعف لكن اليوم كل المعدات الطبية في المستشفى تعمل بشكل طبيعي، مطبخنا ليس له مثيل حتى في المؤسسات التي تعتمد على الطبخ كالفنادق وصالات الأعراس وغيرها، نحن تفوقنا عليهم بالنوعية والجودة.
كل التقدم الحاصل هو بفضل جهودكم. فالأطباء قلوبهم في تل شيحا وامضوا سنين عطاء طويلة من حياتهم في هذا المستشفى، وأصبح هناك تعلق عاطفي الى جانب الرسالة الطبية. لدينا مجالات للتقدم والتطوير في كل الأقسام وهذا ما تسعون اليه جميعاً مع المدير المميز والناجح الدكتور مروان خاطر والإدارة، لكي نرفع المستشفى عبر توسيع القطاعات لتشمل خدمات ناقصة في منطقتنا وهنا نحن كمستشفى بحاجة الى كل الدعم لتحقيق هذه الأحلام.”
وأردف المطران ابراهيم ” جميعنا في يوم من الأيام سنحتاج الى تل شيحا، وهذا امر لا مفر منه، الأنسان يسير الى الأمام وليس الى الوراء، وإذا كنتم اليوم غير راضين على المستشفى فهذا يعني اننا جميعاً في خطر، لكننا اليوم أوصلنا مستشفى تل شيحا الى مكان ينال رضى الجميع، لذلك اطمأن الجميع. وانا اعطي خبرة ذاتية، اتيت من بلاد فيها أرقي المستشفيات وأضخمها في العالم والتي تعمل بتطور هائل، وعندما رأيت الوضع الذي كان في تل شيحا تمنيت الا أمرض! لكن اليوم لدي اطمئنان كبير ان تل شيحا يستطيع ان يقدم لي الخدمات التي يقدمها اي مستشفى آخر. لدينا مخطط ان يصبح لدينا قسماً مختصاً بمعالجة الحروق، وقسماً للعناية الفائقة للأطفال، ومركزاً لمعالجة امراض السرطان وغيرها الكثير.”
وختم ” انا اقول للجميع ان تل شيحا اليوم في قمة النجاح، لدينا ” افرست تل شيحا ” بانتظارنا، علينا الوصول اليه جميعاً عبر الإرادات القوية التي تحول الأحلام البعيدة الى قريبة ومن السهل تحقيقها.
اشكركم من جديد على الزيارة، على محبتكم وعطاءكم في تل شيحا التي هي امانة في رقاب الجميع لأن فريق العمل الذي يعتبر انه ليس عليه مسؤولية، وان المسؤولية تقع على المسؤول فقط هو فريق عمل فاشل، المسؤولية تقع على الجميع بالتساوي، وعندما يشعر كل واحد منا بالمسؤولية نكون عندها في مؤسسة تحترم نفسها لأن كل العاملين فيها يحترمونها.”
وتطرق سيادته الى موضوع الاهتمام الخاص الذي يوليه المدير العام خاطر بتسوية الرواتب والاجور مؤكداً ان ” الموضوع هو قيد متابعة دقيقة من قِبَل المدير العام، وهو خبير اقتصادي وشخصية لديها فائق الانسانية، فإدارة المستشفى قد زادت الرواتب ثلاث مرات منذ سنة وحتى اليوم، فالموظف في تل شيحا يحصل على راتب لائق يؤمن له حياة كريمة، وتسوية الرواتب هو هم دائم في قلب الإدارة.”
وشدد المطران ابراهيم على دور المرأة في المجتمع بشكل عام وفي مستشفى تل شيحا بشكل خاص، منوهاً بما تقدمه الممرضات والموظفات في المستشفى لخدمة المريض مشبهاً اياهن بالنسوة الجريئات اللواتي بقين عند اقدام الصليب.