احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم بقداس عيد الميلاد في مستشفى تل شيحا، بمشاركة رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت ورئيس مستشفى اوتيل ديو الأب البروفسور سليم دكاش ولفيف الإكليروس.
حضر القداس المدير العام لشبكة مستشفيات اوتيل ديو نسيب نصر، المدير العام لمستشفى تل شيحا الدكتور مروان خاطر، الجسم الإداري والطبي والتمريضي في المستشفى.
ابراهيم
بعد الإنجيل المقدس كانت كلمة قصيرة للمطران ابراهيم قدم فيها الأب دكاش ومما قال:
“قبل ان اترككم مع كلمة روحية مع قدس الأب سليم دكاش، رئيس الجامعة اليسوعية ورئيس مستشفى اوتيل ديو، بحضور المدير العام لأوتيل ديو نسيب نصر والمدير العام لمستشفى تل شيحا الدكتور مروان خاطر والهيئة الإدارية، أقول إن هذه المناسبة مليئة بالفرح، مناسبة ميلادية، والميلاد هو موسم الفرح والهدايا والزينة والأضواء، موسم تخطي الصعاب، الصمود وتثبيت الهدف والسير نحو المسيح دون ان يتمكن اي شيء من تغيير مسارنا.”
وقدم بإسم ادارة وموظفي مستشفى تل شيحا هدايا ميلادية الى الأب دكاش ونصر وخاطر.
دكاش
والقى دكاش العظة الروحية في القداس وقال: “شرف كبير لي سيادة المطران ابراهيم ان آخذ الكلام في حضرتك وانت سيد الكلام. في هذا العيد انقل تهاني العيد لكم جميعا، وكما قال سيدنا ابراهيم هذا العيد هو عيد الفرح لأن يسوع اتى بيننا، هو معنا، هو العمانوئيل وهذا ما يفرحنا لأننا لسنا متروكين ابدا، الرب معنا، وهو صادق، وكما سمعنا في الرسالة، الله هو وحده الصادق وهذه كلمة جوهرية وأساسية، لأنه اعطانا ابنه الوحيد يسوع المسيح، الكلمة التي تغيرنا من الداخل والتي سكنت فينا في المعمودية، تعطينا الرجاء لكي نبني من اجل المستقبل.”
واضاف: “هو الصادق، يعد ويفي، ونحن اليوم على مستوى المستشفى، الوعد هو اننا جميعا مجتمعون كعائلة مسيحية لأننا جميعا معمدين بالروح القدس ولدينا هدف واحد هو ان نبني مجتمع السلام ومجتمع المحبة، حضارة الإيمان والسلام والثقة ببعضنا البعض.”
وتابع: “الكثير يتحدثون عن وعود، وفي عالم السياسة الذي هو عالم بشري، وانتم تعرفون انه اذا دخل احدهم عالم البشريات من الصعب ان يتركه، فيقدم الكثير من الوعود لكنه في النهاية لا يفي بأي من وعوده، الوفاء صعب، من الصعب ان نصدق احدا عندما نرى ان الكلام بقي على مستوى الكلام. اما مع يسوع المسيح ومع الكنيسة والمجتمع الذي نكونه نحن، مجتمع المؤمنين، لدينا رسالة سلمنا ايها يسوع المسيح ولا نستطيع الا ان نكون اوفياء لها.”
واردف: “نشكر الرب، واليوم هو مناسبة للشكر، على كل القوة والدعم الذي اعطانا اياهم خلال هذه الفترة، من المدير العام الى مدير المستشفى، وبالتأكيد سيادة المطران ابراهيم الذي يظللنا ببركته، وعملكم انتم جميعا، هو الذي جعلنا نركز على هذه الرسالة، الرسالة الطبية، رسالة العناية بالمريض، رسالة الخلاص، رسالة الإنقاذ، ولهذا نعطي الأفضل. وهنا لابد ان اذكر احد الأشخاص المميزين في هذا المشروع الدكتور يوسف بخاش الذي اعتذر عن مشاركتنا القداس بسبب واجب طبي طارئ في بيروت على مستوى المستشفى، لكن هذا العمل المشترك هو الذي يجعلنا اليوم نعطي نموذجا على مستوى الشبكة ان مستشفى كمستشفى تل شيحا استرد عافيته لأننا مؤمنون وصادقون وعاملون من اجل رسالة، رسالة سماوية سلمنا ايها يسوع المسيح، وهكذا نكون فعلا نسير بخط يسوع، وانشاءالله جميعا نسير بهذا الخط لكي نوفي هذه الرسالة حقها.”
وتابع: “اليوم نجتمع حول المغارة كبارا وصغارا، في اي منصب كنا، وفي انجيل الميلاد يقول الملاك “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر”، واول من بشرهم هم الرعاة، والمجوس عرفوا من علامة فلكية واتوا جميعا، ومعنى ذلك ان كل البشرية اليوم متحلقة حول المغارة، وانا معجب ان الكثير من الأديان الأخرى تنظر الى المغارة اليوم. ومن المهم جدا ان نترك المجال لكل الناس ان تنظر وتجتمع حول المغارة لأنها مصدر نور ومصدر فرح للبشرية، مصدر ايمان وثقة ببعضنا البعض، فلنتحلق اذا حول المغارة لكن المهم الا تبقى شيئا خارجيا، المهم ان يكون قلبنا المغارة، قلبنا الذي هو بحاجة دائما لكي يتجدد ويقوى ويولد يسوع المسيح فيه، احيانا بخطايانا وزلاتنا نمنع المسيح ان يولد وان يكون ظاهرا ويحركنا من الداخل. من المهم جدا ان نتركه يولد فينا ويحركنا ويعطينا العافية لكي نكون شهودا له في اي وقت من الأوقات.
وعندما نتحلق حول يسوع في المغارة فهذا يعني اننا اصبحنا مجتمعا واحدا، اصبحنا اخوة لبعضنا البعض بالتساوي، وعلينا ان نساعد بعضنا البعض، ونحن اليوم في مجتمع وفي ظروف صعبة نعيشها على مستوى المنطقة، غزة الجريحة وجرحها كبير جدا، وجنوبنا الجريح، هناك اشخاص استشهدوا، كل ذلك يدلنا على الطريق الصحيح الذي هو طريق التعاطف. لنجعل مجتمعنا مجتمعا نموذجيا متساندا قادرا ان يتخطى كل الصعوبات.”
وختم دكاش: “اطلب من الرب ان يباركنا جميعا لكي نعيش عيد الميلاد فعلا وليس قولا، كما هذا المستشفى ولد من جديد ببركة سيادة المطران وعملنا جميعا، علينا ان نكون علامة للولادة الجديدة، علامة فارقة ومميزة وقيمة مضافة، وكم لبنان بحاجة اليوم الى اشخاص يشكلون قيمة مضافة حتى يقف على رجليه، والعالم الخارجي ينظر الينا ويسأل كيف ما زلنا نعيش في لبنان؟ نحن نعيش لأننا مؤمنون نعيش بإنسانية، صمودنا وثباتنا بيسوع المسيح هو الذي يجعلنا نعيش عيد الميلاد. كل عيد وانتم بخير.”
وكانت ادارة مستشفى تل شيحا نظمت استقبالا قبل القداس شاركت فيه موسيقى الكشاف اللبناني التي عزفت مقطوعات ميلادية اضفت جوا من الفرح على المناسبة.
وبعد القداس قدم طلاب معهد شادي ريا للموسيقى اغان ميلادية بلغات مختلفة نالت اعجاب الحاضرين من ناحية الموهبة التي يتمتع بها الصغار في العزف على الآلات الموسيقية وفي الغناء. واقيم كوكتيل بالمناسبة.